{إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (٨)} غير منقوص ولا مقطوعٍ عنهم، ولا ممنون به عليهم (٤).
{قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ} أي: في وقتٍ على مقدار يومين من أيام الدنيا، وقيل: من أيَّام الآخرة (٥).
ويحتمل: أنَّه خلق في كلِّ يوم ما خلق في أسرع ما يكون من غير استغراق اليوم به، ثُمَّ في اليوم الثاني وما بعده كذلك.
وقيل: إنَّما أحدث شيئاً بعد شيء مع قدرته على خلق جميعها في أيسر وقت؛ ليُرشد خلقه إلى الأناة في أمورهم، وليكون بصيرة لمن رأى ذلك (٦)، وحُجَّة لمن سمع (٧).
وقيل: إنَّما فرَّق بينهما؛ لأنَّ فيها الشيء وضدَّه، ومُحال الجمع بين الضدِّين كالليل والنَّهار، وكذلك بين المختلفين والمختلفات كالطَّلْع والبُسر والرُّطب والتَّمر.
(١) "في " ساقطة من (ب). (٢) انظر: النُّكَت والعُيُون (٥/ ١٦٩). (٣) أخرجه ابن جرير في جامع البيان (٢٤/ ٩٢)، وابن أبي حاتم في تفسيره (١٠/ ٣٢٧٠)، وأورده الثعلبي في تفسيره تفسير الثعلبي (٨/ ٢٨٦)، وتفسير البغوي (٧/ ١٦٤)، وزاد المسير (٧/ ٩١). قال ابن عطية: " ويرجح هذا التأويل أنَّ الآية من أول المكي، وزكاة المال إنما نزلت بالمدينة، وإنما هذه زكاة القلب والبدن، أي: تطهيره من الشرك والمعاصي "، وهو رأي ابن كثير [المحرر الوجيز (٥/ ٥)، تفسير القرآن العظيم (٤/ ٩٩)]. (٤) انظر: تفسير مقاتل (٣/ ١٦١)، جامع البيان (٢٤/ ٩٣)، معاني القرآن؛ للنَّحاس (٦/ ٢٤٤)، النُّكَت والعُيُون (٥/ ١٦٩). (٥) انظر: غرائب التفسير (٢/ ١٠٣٨). (٦) " ذلك " ساقطة من (ب). (٧) انظر: تفسير السمعاني (٥/ ٣٩).