قيل: هو سؤالهم المائدة، وقيل: يعني ثموداً حين سألوا صالحاً الناقة.
{ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ (١٠٢)} أي: بسببها، حيث لم يأتمروا بما سألوا.
{مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ} هذه أسماء وضعها عمرو بن لحي (٢) على أنواع من النعم يأتي ذكرها إن شاءالله.
وذكر المفسرون أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول لأكثم بن جون الخزاعي (٣): (يا أكثم: رأيت عمرو بن لحي بن قَمَعَةَ بن خِنْدَف يجرّ قُصْبَهُ (٤) في النار يؤذي بريحها أهل النار، فما رأيت من رجل أشبه بك منه، ولا أشبه
(١) هو: عمرو بن عثمان الحارثي بالولاء، إمام النحاة، أصله من شيراز، له كتاب «الكتاب» لم يوضع مثله في النحو، توفي سنة (١٨٠ هـ). انظر: «ترتيب الأعلام» (ص ٢٠٥). (٢) هو: عمرو بن لحي بن قمعَة بن خِنْدَف، عاش في الجاهلية، وهو الذي جلب بعض الأوثان إلى الكعبة، كهُبل ونَسر، نسأل الله تعالى العافية. انظر ترجمته في: «معجم أعلام متن الحديث» (ص ٢٤٣). (٣) هو أكثم بن الجون الخزاعي، وهو أبو معبد زوج أم معبد في قول. تأخرت وفاته إلى أن شهد خيبر. انظر: «الإصابة» ١/ ١٠٦ - ١٠٨، و «معجم أعلام متن الحديث» (ص ٦٠). (٤) القُصْب: اسم للأمعاء. انظر: «النهاية» لابن الأثير (قصب) (ص ٧٤٢).