ولكنه أراد لهم جزاء التَّضْعيفِ. وجزاءُ التَّضعيف إنَّما هو مِثلٌ يضم إلى مثلٍ إلى ما بَلغ. وكأن "الضعف": الزيادةُ؛ أي لهم جزاءُ الزيادة.
ويجوز أن يُجعَل "الضِّعفُ" في معنى الجمع أي [لهم] جزاءُ الأضعاف. ونحوُه:{عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ}(١) أي مُضَعَّفًا.
٤٥- {وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ} أي عُشرَه.
{فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ} أي إنْكاري. وكذلك:{فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ}(٢) ؛ أي إنْذاري، وجمعه: نُكُرٌ ونُذُرٌ.
٤٦- {مَثْنَى} أي اثنَيْن اثنين، {وَفُرَادَى} واحدًا واحدًا.
ويريد بـ"المَثْنَى": أن يتناظَرُوا في أمر النبي صلى الله عليه وسلم؛ وبـ "فُرَادَى"(٣) أن يفكِّرُوا. فإن في ذلك ما دَلَّهم على أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ليس بمجنونٍ ولا كذَّابٍ.
٤٨- {يَقْذِفُ بِالْحَقِّ} أي يلقيه إلى أنبيائه صلوات الله عليهم.
٤٩- {وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ} أي الشيطانُ {وَمَا يُعِيدُ}
٥١- {وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ} أي عند البعث.
{وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ} أي قريبٍ على الله؛ يعني القبورَ (٤) .
٥٢- {وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ} ؟ أي تناوُل ما أرادوا بلوغَه، وإدراكُ
(١) سورة ص ٦١، وانظر القرطبي، واللسان ١٠٧-١٠٨. (٢) سورة الملك ١٧، وقد ورد بالأصل واللسان ٧/٥٥: (فكيف كان نذير) وهو خطأ نشأ من الاشتباه، قد تفاداه صاحب التاج ٣/٥٦١. (٣) تأويل المشكل ٢٤١، وتفسير القرطبي ١٤/٣١١، والطبري ٢٢/٧١. (٤) تأويل المشكل ٢٥٥، والقرطبي ١٤/٣١٤، والطبري ٢٢/٧٣.