- وهو ما أشرت إليه قَبْلاً: فقد رواه الأعمش عن أبي الضحى عن ابن مسعود … موقوفاً؛ أخرجه عبد الرزاق في «تفسيره»، والطبري في «تفسيره» (النجم: ٣٢)، والبيهقي في «الشعب» (٦٦٥٩ - ط الرشد)، والحاكم (٢/ ٤٧٠) من طريقين عن الأعمش … به. وقال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه»! وأقره الذهبي! وما تعقبه الحافظ ابن حجر في «إتحاف المهرة» (١٣٢٤٥) إلا بقوله: «قلت: قد أخرجاه من حديث (أبي هريرة) مرفوعاً»! قلت: ليس هو على شرط الشيخين ولا أحدهما؛ فإنَّ (معمراً) لا تعرف له رواية عن (الأعمش) في «الصحيحين» ولا أحدهما؛ بل ولا في شيء من «الكتب الستة»! نعم؛ لو قيل: إن رجاله رجال «الصحيح»؛ لكان صواباً! لكن لا يفيد صحة! وتوبع (معمر)؛ علقه الدارقطني في «العلل» (٥/ ٢٤٦) على أبي بكر بن عياش عن الأعمش … به موقوفاً. لكن (أبا بكر) ضعيف؛ هذا أولاً! وأما ثانياً: فإن الإسناد ليس صحيحاً أصلاً؛ لأن (الأعمش) مدلس مشهور بالتدليس على جلالته وإتقانه-! فلا يقبل حديثه معنعناً؛ إلا ما كان عن أشياخ أكثر عنهم من مثل (إبراهيم) و (أبي وائل) و (أبي صالح) -، كما في «الميزان» (٢/ ٢٢٤)! وعليه؛ فإن روايته هنا مردودة لأجل عنعنته عن غير مشهوري شيوخه؛ فالإسناد ضعيف، فلا يعارض به الإسناد الأول! وأما قول الإمام النقاد الدارقطني في «العلل» (٥/ ٢٤٦): «والموقوف أصح»! قلت: فَلِمَه؟! وقد علمت أن طريق (الأعمش) أصلاً - ضعيفة! ثم إن (معمراً) قد اختلف عليه: فأخرجه الطبري كما تقدم عنه عن الأعمش … بهذا الإسناد. وأخرجه بالإسناد نفسه عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس عن أبي هريرة … به مرفوعاً.