للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

نُبْذَةٌ عَنْ فَنَّ التَّحْقِيقِ وَإِخْرَاجِ التَّرَاثِ عُمُومًا وَأُخْرَى عَنْ هَذَا الْجُزْءِ خُصُوصًا

قالوا قديما: (عُقُولُ الرِّجَالِ تَحْتَ أَسْنَانِ أَقْلَامِهَا)!! فأقول - متابعًا-:

إنَّ العمل في إخراج تراث هذه الأمة الدفين: من أحسن ما تصدر له المتأهلون وانشغل به الطالبون؛ فإن تراث الأمة - مما خلفه علماؤها الأئمة - قد درس عامة آثاره، وصار في غالب الأوقات عند أكثر الناس- مما لا ينبغي إزهاق الأعمار بسببه وتضييع الساعات لطلبه!! وإنما شاعت هذه الفرية لما جهل الناس حقائق الأمور عامة -! وحقيقة التراث -خاصةً-! بل إنهم قد اضطربت عندهم منظومة التفكير وآلية المعرفة؛ فحاصوا حَيْصَةَ حُمُرِ الوحش، ونفروا نِفَارَ البغال الشُّمُسِ! ولو أنهم - وإن صاروا كذا- عادوا فضبطوا أصول الفكر؛ لعرفوا أن التراث هو الأمة، وأن الأمة هي التراث وأن الأمة التي لا تراث لها أو التي لا تعرف شيئًا من تراثها-: لا تستحق أن تسمى أُمَّةً، وأنما مثلها كمثل ولدٍ لَقِيطٍ تنازعه آباءٌ وَالِدُونَ؛ كلُّهم سقى - بحرام مائه - بَغِيًّا لا تردُّ يد لامس! وَتَمِيلُ مع كل هامس! ثم تدافعه هؤلاء الوالدون وانتفوا منه؛ فحقَّ فيهم قول الشاعر:

كَبَهِيمَةٍ عَمْيَاءَ قَادَ زِمَامُهَا … أَعْمَى عَلَى عِوَجَ الطَّرِيقِ الْجَائِرِ

ولما أدرك أعداؤنا حقيقة هذه الدقيقة؛ أجلبوا بالخيل والرِّجَالَةِ على الأمة:

- هتكًا لمعارفها في أذهانها بالإبطال!

-ولعلومها في أسفارها: بالنهب والانتحال!

فظهر الأعداء الجاهلون بثوب زور - بل بأثواب -؛ ثم أحسنوا في