الفراوي، فسمع من المؤيد بن محمد الطوسي (ت ٦١٧ هـ) وغيره، وبقي فيها مدة بسيطة، حتى شوال من السنة نفسها.
وهذه رحلته الأولى إلى نيسابور، والثانية كانت في صفر سنة (٦١١ هـ)، وغادرها إلى بغداد في شعبان من السنة نفسها.
• رحلته من نيسابور إلى مرو:
تُعتبر نيسابور ومرو - وكذلك هراة - من أمهات المدن في تلك النواحي، وكلها تقع في خراسان، وهي أشهر مدن خراسان مساحةً وعمارةً وحضارة. توجَّهَ الضياء من نيسابور إلى مرو، قال الذهبي:«ورحل إلى مرو، فأقام بها نحوًا من سنتين. وأكثر بها عن: أبي المظفر ابن السمعاني، وجماعة»(١).
أما تاريخ دخوله لمرو: فقد قال الضياء: «دخلنا مرو -حرسها الله- في العشر الأول من ذي القعدة سنة ثمان وست مائة»(٢)، وبدأ التلقي من علمائها بعد وروده إليها فورًا، حيث ورد في إحدى السماعات: أنه سمع على شيخه السمعاني في السادس من ذي القعدة سنة (٦٠٨ هـ)(٣)
وأبو المظفر السمعاني هو الإمام عبد الرحيم بن الحافظ عبد الكريم السمعاني الشافعي (ت ٦١٧ هـ)، وقد أكثر عنه جدا في هذه المدة، وفي ثبت مسموعات الضياء ذكر بعضًا مما قرأه على شيخه السمعاني، حيث قال:
«سمعت بقراءتي - ولله الحمد والمنة -: مسند أبي عوانة، والمنتخب من تاريخ المصريين لابن يونس، وأحاديث حاجب الطوسي، وتاريخ جرجان للسهمي، وتاريخ يعقوب بن سفيان، والدعوات للخليل بن أحمد القاضي، والسنن للنسائي، والرقاق لابن المبارك، وتاريخ مرو لأحمد بن سيار،