الْمُنْتَقَى مِنْ مَسْمُوعَاتِ الضِّيَاءِ الْمَقْدِسِيِّ بِـ (مَرْوَ) ضعيف أو متهم: فمن الأول لا يضر بشرطه! ومن الثالث لا يفيد وفاقه بله خلافه! ومن الثاني ينفع في الاستشهاد لا الاعتماد! وهذا الفهم هو الذي تلقيناه عَمَّنْ لقيناه من أشياخنا - ومنهم شيخنا أبو عبيدة-! بل هو ما نص عليه ابن عدي في عين الموضع المشار إليه بقوله المتقدم: «وهو من جملة الضعفاء الذين يكتب حديثهم!» أما المقدمة الثانية؛ فهي التفريق بين رواية (بكر عن أبي حازم) فلا يستشهد بها، وبين روايته عن غيره فيستشهد بها! والجواب: أن نص ابن عدي الذي نقله شيخنا أبو عبيدة يعطي خلاف هذا التفريق! فإما أن يكون (بكر) ممن يستشهد به عن (أبي حازم) وغيره وهو الذي أثبتناه آنفًا، وإما أن لا يستشهد به؛ ولا فرق إذ ذاك- بين روايته عن (أبي حازم) وغيره! وإذن؛ فينتج أن (بكرًا) - فقط - ينفع استشهادًا على رأي ابن عدي، واعتمادًا على رأينا الأول! وعلى الوجهين لا يتأتى لكلام شيخنا أبي عبيدة وجه؛ والله الموفق! الثانية: أبو سعيد المقبري؛ أخرجه الهروي في ذم الكلام (١٤٦٣)، وشهدة في «المشيخة» (٨٦)، (٨٧)، والأصبهاني في «الترغيب» (٣٥٣)، وابن النجار في «الذيل على تاريخ بغداد» (٤/ ٧٦)، وابن العديم في بغية الطلب (٣/ ٩٠)، والسهروردي في «عوارف المعارف» (١/ ٢٥٩) من طريق سعيد بن سعيد عن أخيه عبد الله بن أبي سعيد المقبري عن أبيه … به. قلت: وإسناده تالف؛ لحال (عبد الله)، كما في «التقريب»! وفي إسناده اختلاف شديد، كما يتبين من مراجعة المصادر المومأ إليها! رابعًا: من حديث (عبد الله بن عمر)؛ أخرجه الطبراني في «الأوسط» (٥٧٥٤): ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي: ثنا محفوظ بن بَحْرِ الأنطاكي: نا الوليد بن عبد الواحد التميمي عن ابن لهيعة عن عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير عنه … به. قال: «لم يروه عن سعيد بن جبير إلا عطاء بن دينار! ولا عن عطاء إلا ابن لهيعة! تفرد به الوليد بن عبد الواحد! ولا يروى عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد!» قلت: وإسناده ضعيف؛ لحال (ابن لهيعة)، كما في «التقريب»! وأما (محفوظ)؛ فقد نُقِلَ عن أبي عروبة أن كذبه! وقد ردَّ هذا الاتهام ابن عدي، ثم ابن