قلت: وإسناده باطل كسابقه! ثالثا: من حديث (أبي هريرة)؛ وله عنه طريقان: الأولى: الأعرج؛ أخرجه البيهقي في «الشعب» (٦٨٦٥ - ط الرشد)، وابن الجوزي في «ذم الهوى» (ص ٢٠) من طريقين عن محمد بن أحمد بن النضر أبي بكر: نا عبيد الله بن محمد: ثني بكر بن سليم الصواف عن أبي حازم عنه … به. قلت: وإسناده جيد في المتابعات: ١ - ابن النضر: ثقة، كما في «شيوخ الطبراني» (٨٠٣) للمنصوري. ٢ - عبيد الله: هو (ابن محمد بن عمر بن موسى الجحشي الملقب بـ[ابن البارد])؛ ذكره ابن حجر في «نزهة الألباب» (٣٠٧) بغير تعديل! ٣ - بكر: صدوق حسن الحديث؛ روى عنه جمع من الثقات، وذكره ابن حبان في «الثقات» (٨/ ١٤٩)؛ وقد أعلمتك - مرارا كثيرةً أيها الأخ الموفق! - أن هذه الطبقة من «الثقات» معتبرة؛ والمذكورون فيها ممن خبرهم ابن حبان! ثم إن (بكرا) قال فيه أبو حاتم -كما في «جرح ولده» (٢/ ٣٨٦): شيخ يُكْتَبُ حديثه! وقد تقدم أن هذه عبارة توثيق بأدنى الدرجات؛ تفيد الاحتجاج بالرجل استقلالا لا استشهادا! انظر (رقم ١٧٦)! وقد اختار ابن عدي في «الكامل» (٢/ ١٩٦ - ط علمية) غير هذه النتيجة، فقال: «يحدث عن (أبي حازم عن سهل بن سعد) وعن غيره: ما لا يوافقه أحد عليه … »! إلى أن قال: «و (بكر بن سُلَيْمٍ) - غير ما ذكرت من الحديث - قليل! وعامة ما يرويه غير محفوظ، ولا يتابع عليه! وهو من جملة الضعفاء الذين يُكْتَبُ حديثهم»! قلت: وعليه؛ فلا يستقيم استدلال شيخنا أبي عبيدة بكلامه؛ إذ قال في تعليقه على «المجالسة» (٣/ ٢٦١): إسناده ضعيف جدا؛ قال ابن عدي [فذكره]! وحديثه هذا عن (أبي حازم سلمة بن دينار)؛ فلا يستشهد به من هذا الطريق خاصة! ويكتب حديثه عن غير (أبي حازم)؛ ثم ذكر النقل السابق عن ابن حبان وأبي حاتم! قال عمر -وفقه الله لمراضيه: ههنا مقدمتان ونتيجة: أما المقدمة الأولى؛ فاستلزام عدم الاستشهاد برواية (بكر): من كلام ابن عدي! والجواب: أن عبارة ابن عدي لا تفيد ذلك بوجه؛ فإن (الانفراد) إما أن يكون من ثقة أو