أما أن الواسطة بينهما بتسليم الانقطاع - هو (مسروق)؛ فهذا أقوى لصحة إسناد الحديث! غير أني لم أر (أبا المليح) يروي أصلا عن (مسروق)! والله الموفق! فتبين أن الإسناد صحيح؛ لا سيما وله متابعات عن (عائشة)! وهذا البيان: أولا: عطاء بن أبي رباح عنها؛ أخرجه أحمد (٦/ ٢٦٧)، والطبراني في «الأوسط» (٤٧٤٣)، وأبو نعيم في «الحلية» (٣/ ٢٩١ - ط إحياء التراث)، وفي «من روى عن أبي نعيم» (٢٢)، وابن الجوزي في «الواهيات» (٥٦١) عن يزيد بن أبي زياد عنه … به. قلت: وإسناده ضعيف؛ لحال (يزيد)، كما في «التقريب»! وقد أساء ابن الجوزي أيما إساءة كعادته؛ فنقل عن النسائي أنه متروك! وليس هذا موضع نقاشه في تحميل كلام العلماء النقاد ما لا يحتمل! بل أكتفي بأن أذكر القارئ الفاقه بأن مسلمًا أخرج له متابعة؛ مما يدلُّ على أنه ليس مُطَّرَحًا!! ثانيا: عروة بن الزبير عنها؛ وله عنه طريقان: الأول: ولده هشام عنه؛ أخرجه الخرائطي في «مساوئ الأخلاق» (٧٨٣): حدثنا أبو جعفر محمد بن عبيد الله بن المُنَادِي: حدثنا يونس بن محمد المُؤَدِّبُ: حدثنا الحكم بن الصلت: حدثني يزيد: عن أبي هُدبة الفارسي عنه … به. قلت: وإسناده مشكل جدا؛ فإني هكذا نقلته! وأظن أن فيه أخطاء! الثاني: الزهري عنه؛ أخرجه أبو يعلى (٤٦٨٠): حدثنا أبو هشام محمد بن يزيد بن رفاعة: حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي: حدثنا معاوية عنه … به. قلت: وإسناده ضعيف؛ لحال (معاوية - وهو الصَّدَفِيُّ-)، كما في «التقريب»! وأما (ابن رفاعة)؛ فقد قدَّمت تحت رقم (٩٥١) أنه ثقة تُكُلِّمَ فيه بغير حُجَّةٍ! ثالثا: رجل من (كِنْدَةَ) عنها؛ أخرجه عبد الرزاق (١١٣٠) وعنه ابن الأعرابي في «معجمه» (١٤٠٩): عن معمر عن يحيى بن أبي كثير عنه … به موقوفا. قلت: وإسناده ضعيف؛ لأجل الإبهام الذي فيه! رابعا: أبو مسلم الخولاني عنها؛ أخرجه أبو يعلى (٤٣٠): نا هارون بن معروف نا عبد الله بن وهب: ثني عمرو عن سعيد بن أبي هلال عن محمد بن عبد الله عنه … به. قلت: وإسناده ضعيف؛ وفيه آفتان: