«بينما أنا جالس؛ إذا جاء جبريل، فوكز بين كتفي! فقمت إلى مثل
وقال البيهقي وأبو الشيخ وغيرهما: «وهو الصواب»! ٤ - الاضطراب؛ فقد أخرجه البيهقي في «الشعب» (١٥٤ - ط الرشد): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ: أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد الأصبهاني: ثنا أبو السري موسى بن الحسن بن عباد: ثنا حبيش بن مبشر الفقيه قال: كنا عند يزيد بن هارون … فذكر قصة، ثم قال يزيد: حدثنا حماد بن سلمة … به؛ فزاد: عن أبيه! ولذا؛ تتابع غير ما واحد من الحفاظ على إنكار حديث (الحارث) هذا بعينه: فقال ابن كثير في «تفسيره» (الإسراء: ١): «وهذا - إن صَحَّ - يقتضي أنها واقعة غير ليلة الإسراء؛ فإنه لم يذكر فيها (بيت المقدس)، ولا الصعود إلى السماء! فهي كائنة غير ما نحن فيه». وكذا قال في «تفسير النجم»: «(الحارث بن عُبَيْدِ) هذا: هو (أبو قدامة الإيادي)، أخرج له مسلم في «صحيحه»؛ إلا أن ابن معين ضعفه وقال: (ليس هو بشيء)! وقال الإمام أحمد: (مضطرب الحديث)! وقال أبو حاتم الرازي: (يُكْتَبُ حديثه ولا يُحْتَج به)! وقال ابن حبان: (كَثُرَ وَهَمُه؛ فلا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد)! فهذا الحديث من غرائب رواياته؛ فإن فيه نكارة وغرابة ألفاظ! وسياقًا عجيبًا! ولعله منام! والله أعلم»! وقال ابن حجر في «مختصر زوائد البزار» (٣٤) - في (الحارث) هذا: «أخرج له الشيخان، وهو - مع ذلك له مناكير؛ هذا منها!» فأما قول الإمام الذهبي في تاريخ الإسلام (١/ ٦٢٣ - ط دار الغرب): «إسناده جيد حسن؛ و (الحارث) من رجال مسلم»! فأقول: لا والله؛ وبيانه من أوجه: الأول: أن إخراج مسلم له وقد سبق النص عليه عند ابن كثير وابن حجر: من أخطاء الإطلاقات؛ فإن مسلما ما أخرج له إلا حديثين متابعة، وهما: ١ - برقم (٢٦٦٧): حدثنا يحيى بن يحيى: أخبرنا أبو قدامة الحارث بن عبيد عن أبي عمران عن جندب بن عبد الله البجلي قال: قال رسول الله ﷺ: ﴿اقرأوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم؛ فإذا اختلفتم فيه فقوموا﴾. وقد توبع؛ فقال مسلم - في إثره -: حدثني إسحاق بن منصور: أخبرنا عبد الصمد: حدثنا