نسبة النعم إلى النفس وادعاء الاستحقاق دون الثناء بها على الله مناف للتوحيد.
قوله: ﴿وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ﴾ اللام لام القسم، والضمير يرجع: إلى الإنسان، إما جنس الإنسان، وإما إلى الكافر، المنكر للبعث، أو الشاك فيه، خاصة، كما يدل عليه قوله إثرها: ﴿وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى﴾ [فصلت: ٥٠]
قوله: ﴿رَحْمَةً مِنَّا﴾ المراد بالرحمة: الغنى، والصحة، والعز، وما أشبه من أنواع النعم الدنيوية. قوله: ﴿مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ﴾ المراد بالضراء: الفقر، والمرض، والذل، ونحوها من صنوف المصائب الدنيوية.
قوله: ﴿لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي﴾ أي: أني مستحق له، جدير به، أوتيته على علم، كما قال قارون. قوله: ﴿وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً﴾ هذا كفر الجحود والتكذيب.
قوله: ﴿وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى﴾ هذا كفر الشك والتردد، كما قال صاحب الجنتين: ﴿وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا﴾ [الكهف: ٣٦]
- قول مجاهد بن جبر ﵀:"هذا بعملي وأنا محقوق به " أي: هذا الذي نلته من العز، والتمكين بعملي، وكدِّ يميني، وعرق جبيني، وجهدي، وحذقي، وأنا مستحق له، كما قال قارون: ﴿إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي﴾ [القصص: ٧٨] فلم يثنِ بالخير على مسديه ونسب الفضل إلى نفسه.
- قول ابن عباس:"يريد من عندي" أي: من عندي وليس من عند الله تعالى.