فلا تقولوا: ما شاء الله وشاء محمد، ولكن قولوا: ما شاء الله وحده" (١).
الشرح:
قال المصنف ﵀: "باب: قول: ما شاء الله وشئت" مضمون هذا الباب قد تقدم في باب سبق، وهو باب: قول الله تعالى: ﴿فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: ٢٢] ومناسبته كمناسبة ما قبله.
قوله: "عن قتيلة" هي بنت صيفي الجهنية، ويقال: الأنصارية
قوله: "إن يهودياً أتى للنبي ﷺ فقال: إنكم تشركون" مراده بذلك الشرك الأصغر؛ لأن ذلك متعلق بالألفاظ.
قوله: "تقولون: ما شاء الله وشئت وتقولون: والكعبة" فسّر اليهودي دعواه بهذين المثالين، وصدق! وربما قال ذلك على سبيل العيب والتنقص، وهذا هو الأغلب، وربما قاله على سبيل الإنكار المحض، ذلك أن اليهود أعلم من النصارى بباب التوحيد، ولهذا جاء في سفر الخروج، ذكر الوصايا العشر، وفيها:(لا يكن لك آلهة أخرى تُجاهي. لا تصنع لك منحوتًا، ولا صورة شيءٍ مما في السماء من فوق، ولا مما في الأرض من أسفل، ولا مما في المياه من تحت الأرض. لا تسجد لها ولا تعبدها، لأني أنا الرب إلهك إله غيور … لا تلفظ اسم الرب إلهك باطلًا، لأن الرب لا يُبَرِّئُ الذي يلفظ اسمه باطلًا)(٢)
قوله: "فأمرهم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: "ورب الكعبة" وأن يقولوا: "ما شاء الله، ثم شئت" صحح النبي ﷺ لفظ: "والكعبة" إلى "ورب الكعبة"، فنقله من حلف بمخلوق إلى حلف بالخالق، وصحّح لفظ:"ما شاء الله وشئت" من التسوية بالواو إلى "ما شاء الله، ثم شئت" فجعلها مُرتّبة.
قوله:"رواه النسائي وصححه" وممن رواه أيضاً أحمد، والحاكم،
(١) أخرجه ابن ماجه في كتاب الكفارات، باب النهي أن يقال: ما شاء الله وشئت برقم (٢١١٨) وصححه الألباني. (٢) (العهد القديم: سفر الخروج: (٢٠/ ٣ - ٧) ط: دار المشرق. بيروت. ١٩٩٤ م