للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والصيام وقراءة القرآن، وكان في درسه فصيحا، حسن العبارة، وفي قضائه متحريا للعدل، مداريا للناس، متحببا إليهم، لقد كان حقا كريم النفس، محبا للخير (١)، وقد أعجب أبو شامة بكتابه في العروض أي إعجاب، وقد وقف على نسخة منه بخط القاضي، فمدحه أبو شامة ببيتين، يعترف فيهما ببراعته في هذا الفن:

أحمد بن الخليل أرشده الله لما … أرشد الخليل بن أحمد

ذاك مستخرج العروض وهذا … مظهر السر منه والعود أحمد (٢)

غير أن السعادة التي كان أبو شامة يتفيأ ظلها في العادلية سرعان ما تقلص بوفاة هذا القاضي، وذلك ظهر يوم السبت (٧) شعبان سنة (٣) (٦٣٧ هـ/ ١٢٤٠ م) وهو في نحو الخامسة والخمسين من عمره، وتولى القضاء بعده رفيع الدين عبد العزيز بن عبد الواحد بن إسماعيل الجيلي (٤)، وتستقبل العادلية ساكنها الجديد، وينقلب فيها كل شيء.

* * *


(١) «المذيل»: ٢/ ٥٢، و «عيون الأنباء»: ٦٤٦ - ٦٤٧.
(٢) «المذيل»: ٢/ ٥٢.
(٣) المصدر السالف.
(٤) «المذيل»: ٢/ ٥٢ - ٥٣.

<<  <   >  >>