للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذكر من مات في كل سنة من المعارف والإخوان، والأقارب والجيران، وذوي الثروة والسلطان، فإن ذلك مما يزهد ذوي البصائر في الدنيا، ويرغبهم في الحياة العليا، والاستعداد لما هم ملاقوه، والإقلاع عما هم عن قليل مفارقوه.

وكان مما حداني إلى ذلك كثرة من يموت من المعارف، فأردت إثباتهم لعل بمطالعتهم أجد قلبا على الإقبال على الآخرة يساعف.

وبدأت بالتاريخ من موت السلطان عيسى بن أبي بكر بن أيوب بن شاذي، الملقب بالملك المعظم، صاحب دمشق وأعمالها، والبيت المقدس وأعماله بعد أبيه العادل، لأن بعده جرت أمور شاهدتها، وأحوال عرفتها، وهو الوقت الذي خطر لي فيه تدوين التاريخ، وأذكر من قبل هذا ما أنا مستحضر له» (١).

ويفتتح تاريخه بعد هذه المقدمة الحزينة بأهم ما وقع في سنة (٦٢٠ هـ/ ١٢٢٣ م) إذ فجع الناس فيها بوفاة إمامين كبيرين، شيخي مذهبيهما، أحدهما شيخ الشافعية في وقته علما وعملا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن، المعروف بفخر الدين ابن عساكر (٢)، والثاني شيخ الحنابلة موفق الدين، أبو محمد، عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي، من علماء المسلمين وعبادهم (٣).

ثم يوجز ما جرى بعدهما من الحوادث مرتبة على السنين، حتى آخر سنة (٦٢٤ هـ/ ١٢٢٧ م) (٤) حيث يطلق بعدها لقلمه العنان في وصف ما شاهده من وقائع وأحداث (٥).

* * *


(١) «المذيل»: ١/ ٢٣ - ٢٤، وانظر مقدمتي لتحقيقه ص ٩ - ١٢.
(٢) «المذيل»: ١/ ٢٤ - ٢٦.
(٣) «المذيل»: ١/ ٢٦.
(٤) «المذيل»: ١/ ٢٦ - ٢٩.
(٥) انظر «المذيل»: ٢/ ٥، وما بعدها.

<<  <   >  >>