للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مظانها، ثم يحللها التحليل الكاشف لمعناها وسياقها، ولن أقف هنا للرد على ما قاله، وما فاته من مراحل حياة أبي شامة الهامة، ففي دراستي عن أبي شامة التي بين يديك - أيها القارئ الكريم - رد علمي على هذا الاضطراب والابتسار (١).

أما تحقيقه ل «كتاب الروضتين» فقد وقع فيه بأوهام تشعرك حقا أنه كان غريبا عن النص، غريبا عن روحه وأماكنه وحوادثه (٢).

وهكذا بقي كتاب «الروضتين بين أيدي الباحثين والقارئين موزعا بين طبعته القديمة، ونشرة د. محمد حلمي الناقصة.

وكانت فكرة تحقيقه كاملا تراودني منذ قراءتي له، واهتمامي بأخباره في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، حتى عزمت أمري أخيرا، وهيأت نسخه الخطية (٣)،


(١) وقد عول على ما كتبه د. محمد حلمي كل من د. حسين عاصي في كتابه «المؤرخ أبو شامة وكتابه الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية» دون أن يشير إليه إلا لماما، وقد نشره في دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى (١٤١١ هـ/ ١٩٩١ م).
وإبراهيم فرغلي في كتابه «المؤرخ السوري أبو شامة، دراسة في المؤلفات والمنهج» وقد نشرته العربي للنشر والتوزيع، القاهرة، الطبعة الأولى سنة (١٩٩٨ م). وقد غلب على كتابه الاضطراب والتفكك والتكرار الممل والنقل الجامد، مما أوقعه في أخطاء فاحشة، منها جعله المحدث الكبير أبا طاهر السلفي المتوفى سنة (٥٧٦ هـ) من تلاميذ أبي شامة، وذكره أن أبا شامة اعتمد على النسوي وهو يتحدث عن وقائع التتار وحروبهم في الشام، علما أن حروبهم كانت سنة (٦٥٨ هـ)، وقد توقف النسوي في سيرته سنة (٦٢٨ هـ)! انظر ص ٢٣، ١٢٣ من كتابه.
وتبقى مقالة د. نقولا زيادة التي نشرها في مجلة الفكر العربي العدد ٢٧ السنة الرابعة (١٩٨٢ م): ص ٢٢٠ - ٢٤٣ هي الأرقى والأحسن، وإن كان جل اعتماده فيها على د. محمد حلمي، ولم يأت فيها بجديد.
(٢) انظر مقدمتي لتحقيق «كتاب الروضتين»: ١/ ٦ - ٨.
(٣) وصفت هذه النسخ في مقدمة تحقيقي ل «كتاب الروضتين»: ١/ ١٠٨، ٥/ ٣ م - ٨ م.

<<  <   >  >>