وثمة اختصار آخر لكتاب الروضتين قام به عبد اللطيف بن محمد البهنسي (١)، أتمه سنة (٧٩٠ هـ/ ١٣٨٨ م) منه نسخة في المكتبة الأحمدية بتونس برقم (٦٥٦١)(٢).
وإتماما للفائدة أورد مقدمة أبي شامة لمختصره، وتبيانا لمنهجه فيه، قال أبو شامة:«الحمد لله على كل حال، وصلواته وسلامه على خير خلقه من الملائكة والأنبياء والأولياء والأبدال.
هذا مختصر كتاب الروضتين الذي كنت جمعته في أخبار الدولتين: النورية والصلاحية، وما جرى في زمانهما، اقتصرت فيه على الإشارة إلى الوقائع والنوازل، وبسط القول في وصف الملكين القائمين بتلك الفضائل، إذ كان قصدي بذلك الكتاب تنهيض همم الملوك إلى الاقتداء بهما، واستقباح التخلف عنهما، خوفا من زلة القدم، فما بالعهد من قدم، وليشتهر فيما بعد فضلهما بتدوين ذكرهما، فلا ينسى بعد طول الزمان أمرهما، بل تعطر المجالس بأخبارهما، وتزين المحافل بتذكار أحوالهما، ومواظبتهما على الجهاد، وفتح البلاد، والنظر الدائم في مصالح العباد، فرضي الله عنهما، فما أكثر التأسف على زمانهما، ووفق ملوكنا لسلوك مسالكهما، والتخلق بأخلاقهما، آمين» (٣).
(١) لم أقف على ترجمته. (٢) «معجم المؤرخين الدمشقيين»: ص ١٠٢. (٣) انظر نسخة المتحف البريطاني في «عيون الروضتين»: ١/ ١٧٤.