للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من بغداد إلى نور الدين سنة (٥٤٦ هـ/ ١١٥١ م) فقد استفاد ذلك أبو شامة من قصيدة لابن منير يمدح فيها نور الدين، ويهنئه فيها بوصول هذه الخلع على يد الشيخ شرف الدين بن أبي عصرون (١).

وكذلك غزاة الوزير طلائع بن رزيك للصليبيين يفصل خبرها من خلال قصيدة أرسلها طلائع إلى أسامة ابن منقذ، شارحا له فيها حال هذه الغزاة (٢).

وصلح نور الدين مع حاكم دمشق سنة (٥٤٥ هـ/ ١١٥٠ م) يؤيده بقصيدة للقيسراني يمدح فيها نور الدين لإبرامه هذا الصلح (٣).

وأحيانا تكون قصيدة شعر هي وراء وقعة من الوقائع، كما في قصيدة الواعظ أبي عثمان المنتجب بن أبي محمد البحتري الواسطي، التي كانت من أقوى الأسباب المحركة لنور الدين لإبطال المكوس (٤).

من ذلك نتبين أن أبا شامة كان من أولئك المؤرخين الذين اكتشفوا أهمية الشعر في تدوين التاريخ، وأنه من أهم مصادره فيه (٥).

* * *


(١) «كتاب الروضتين»: ١/ ٢٧٥.
(٢) «كتاب الروضتين»: ١/ ٣٦٣.
(٣) «كتاب الروضتين»: ١/ ٢٤٢.
(٤) «كتاب الروضتين»: ١/ ٥٥ - ٥٦.
(٥) انظر ما كتبه عن أهمية الشعر في تدوين التاريخ د. شكري فيصل في مقدمة تحقيقه لخريدة القصر، قسم شعراء الشام: ٣/ ١٣، وشارل عيساوي في كتابه «تأملات في التاريخ العربي»: ص ١٤١، ود. نوري حمودي القيسي في كتابه «الشعر والتاريخ».

<<  <   >  >>