للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المناسبة التي يقتضيها سياق الخبر، فقصيدة العماد الكاتب التي مدح فيها السلطان صلاح الدين في وقعة حطين، قدم منها أبياتا في وصف كسرة حطين، وأبياتا عند فتح القدس (١).

وكذلك أورد من قصيدة ابن جبير في مدح السلطان صلاح الدين ما يتعلق بإسقاط المكوس في حوادث سنة (٥٧٤ هـ/ ١١٧٩ م) وأورد باقيها في فتح القدس (٢).

وحين افتتح نور الدين قلعة أفامية، أورد أبياتا من قصيدة لابن منير في فتحها، ثم اختار أبياتا من القصيدة نفسها في رثاء سيف الدين غازي أخي نور الدين (٣).

وللشعر عنده أهمية في تأريخ بعض الوقائع، فحين يذكر العماد الكاتب قصد الشاعر عرقلة الكلبي صلاح الدين في مصر، يجد أبو شامة مصداق ذلك في ديوانه، فيقول: «وفي ديوانه ما يدل على قدومه مصر» (٤).

ويستشهد بأشعار لعمارة اليمني يدلل بها على تعلقه بالفاطميين، وبغضه لصلاح الدين، وهي أبيات منتزعة من قصائد طويلة له (٥).

بل إنه يحاول من خلال الشعر أن يتبين حقيقة ما وقع، فهل كان عطاء بن حفاظ السلمي، أحد رجال مجير الدين أبق حاكم دمشق، متواطئا مع نور الدين؟ أم أن الأبيات التي قالها ابن منير في مدحه قيلت لتكون سببا في قتله (٦)؟

وثمة أخبار لا مصادر لها إلا أشعار الشعراء، من ذلك وصول خلع الخليفة


(١) «كتاب الروضتين»: ٣/ ٣٠١، ٣١٧، ٣٦٣ - ٣٦٤.
(٢) «كتاب الروضتين»: ٣/ ١٢ - ١٤، ٣٧٢ - ٣٧٣.
(٣) «كتاب الروضتين»: ١/ ٢٢١، ٢٢٩، وانظر ١/ ١٧٧، ١٨١ - ١٨٢، ١٩٨.
(٤) «كتاب الروضتين»: ٢/ ١٢٩.
(٥) «كتاب الروضتين»: ٢/ ٢٩١.
(٦) «كتاب الروضتين»: ١/ ٣٠٣.

<<  <   >  >>