للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أليس المحل هنا كناية عن انقطاعه عن إتمام تأليفه؟ ولا سيما أن القصيدة قيلت فرحا بعودته إلى مجلسه بجامع دمشق، واستئنافه إسماع مختصره لتاريخ دمشق وغيره من مؤلفاته، ولو كان يسمع «كتاب الروضتين» في ذلك الوقت لذكر ذلك.

ويبدو أن أبا شامة، وقد أبل من مرضه، قد استأنف تأليف كتابه، وكان من شرطه فيه أن يؤرخ لدولتي نور الدين وصلاح الدين، غير أنه بعد أن ذكر وفاة صلاح الدين ومناقبه، ألفى نفسه مشدودا لذكر ما وقع عقيب وفاته (١) من منازعات بين أولاده: الأفضل والعزيز والظاهر وأخيه العادل، فسردها حتى وصل فيها إلى حوادث سنة (٥٩٢ هـ/ ١١٩٥ م) وكان إتمامه في الشهور الأولى من سنة (٦٤٩ هـ/ ١٢٥١ م) ثم جلس لإسماعه في جامع دمشق (٢) حتى فرغ منه في السنة نفسها (٣).

وقد شعر بعد فراغه من إسماعه أن صورة ما جرى بعد وفاة صلاح الدين لم تكتمل فصولا، فانشغل بعد سنة (٦٤٩ هـ/ ١٢٥١ م) في إتمام ما استحسن زيادته مما جرى بين سنتي (٥٩٣ هـ/ ١١٩٧ م) إلى سنة (٤) (٥٩٧ هـ/ ١٢٠١ م).

وكان في أثناء قراءاته في تواريخ تلك الفترة يقع على أخبار فاته تدوينها في كتابه، وقد تجمعت لديه منها زيادات كثيرة، فراح يلحقها في أماكنها من الكتاب، ثم عن له أن يعاود نسخه وتبييضه مضيفا إليه تلك الزيادات، فكان هذا هو التأليف الثاني والأخير للكتاب، وقد فرغ من المجلدة الأولى منه في (١١) رمضان سنة (٦٥١ هـ/ ١٢٥٣ م)، وقد صرح فيها «أن كل ما ينقل من هذه النسخة هو الأصل الذي يعتمد عليه ويركن إليه» (٥).


(١) «كتاب الروضتين»: ٤/ ٤٣٣.
(٢) «المذيل»: ١/ ١٤٦ - ١٤٧، ١٤٩.
(٣) «المذيل»: ٢/ ١٠٠.
(٤) انظر «كتاب الروضتين»: ٤/ ٤٣٤.
(٥) «» كتاب الروضتين»: ٣/ ١٦ م.

<<  <   >  >>