للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

السور (١)، وتطاللوا على بغداد، فإذا هي أمامهم مستسلمة، عاجزة عن الدفاع عن نفسها، فأمسكوا عن الرمي (٢).

وسارع أهل بغداد إلى إرسال شرف الدين المراغي وشهاب الدين الزنكاني، وهما من أعيان بغداد، ليطلبا الأمان لهم من هولاكو (٣).

وأسقط في يد الخليفة، ووجد ألا مفر له من الخروج إلى هولاكو، فخرج إليه يوم الاثنين (٢٨) محرم (٤) في موكب كبير في نحو سبع مئة راكب من القضاة والفقهاء والصوفية، ورؤوس الأمراء والأعيان، فلما صاروا خارج السور، واقتربوا من منزل هولاكو، حجب الركب عن الخليفة إلا سبعة عشر رجلا منهم، وأنزل الباقون عن مراكبهم، فنهبت، ثم قتلوا عن آخرهم (٥). وأفرد التتار للخليفة خيمة اعتقلوه فيها (٦).

ثم أحضر الخليفة إلى منزل هولاكو، وقد راعه في طريقه إليه ما رآه في معسكره من مظاهر السطوة والجبروت، ولما مثل بين يديه، وسأله هولاكو عما بدر منه، اضطرب الخليفة، وتلعثم لسانه (٧)، ثم أعيد إلى خيمته تحت حراسة مشددة.

وتتابع الأمراء على الخروج إلى هولاكو، فخرج الدويدار الصغير وسليمان شاه في يوم الخميس الفاتح من صفر سنة (٨) (٦٥٦ هـ/ ١٢٥٨ م).


(١) «تاريخ مختصر الدول»: ص ٢٧١.
(٢) «الحوادث الجامعة»: ص ١٥٧.
(٣) «تاريخ مختصر الدول»: ص ٢٧١.
(٤) «الحوادث الجامعة»: ص ١٥٧.
(٥) «البداية والنهاية» (حوادث سنة ٦٥٦ هـ)، «عقد الجمان»: ص ١٧٢.
(٦) «الحوادث الجامعة»: ص ١٥٧.
(٧) «البداية والنهاية» (حوادث سنة ٦٥٦ هـ)، «عقد الجمان»: ص ١٧٢.
(٨) «الحوادث الجامعة»: ص ١٥٧.

<<  <   >  >>