للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من عسكره على سناجق الناصر يوسف ظنا منه أنه تحتها، غير أن الناصر يوسف كان قد خرج من تحت سناجقه، مبتعدا عن المعركة خوفا على نفسه، فلما لم يظفر المعز به، رجع بمن معه.

وكان الأمراء القيمرية من جيش الناصر يوسف قد اجتمعوا ليهنئ بعضهم بعضا بالنصر، وتفرق أصحابهم وراء الغنائم يجمعونها، ولم يبق معهم إلا نفر يسير من مماليكهم، ولم يدروا بما جرى فصادفهم المعز عند رجوعه من تحت سناجق الناصر يوسف، فقاتلهم، فقتل شمس الدين لؤلؤ قائد جيش الناصر، والأمراء: حسام الدين القيمري، وضياء الدين القيمري، وأسر أكابر الدولة، ومنهم الصالح إسماعيل بن العادل (١).

وانهزم الناصر يوسف نحو دمشق (٢)، ولم يعلم بقية أمرائه الذين ساقوا خلف المماليك بهزيمته إلى أن وصلوا إلى العباسة، ثم بلغهم ما جرى من بعد، فاتفق رأيهم على الرجوع إلى الشام (٣).

أما المعز فإنه بعد أن قتل من قتل من جيش الناصر يوسف، وأسر من أسر رحل يريد القاهرة، فدخلها يوم السبت (١٢) ذي القعدة سنة (٦٤٨ هـ/ ١٢٥١ م)، والأسرى بين يديه، وفيهم الصالح إسماعيل بن العادل، وحين وصل في طريقه إلى تربة الصالح أيوب أحدق به المماليك البحرية، وصاحوا: يا خوند، أين عينك ترى عدوك إسماعيل؟ ثم ساروا به إلى قلعة الجبل، فاعتقلوه بها إلى يوم الأحد (٢٧) ذي القعدة حيث أخرجوه إلى ظاهر القلعة، وخنقوه حتى مات، وكان عمره يوم قتل نحو خمسين سنة (٤).


(١) «السلوك»: ج ١/ ق ٢/ ٣٧٤ - ٣٧٥.
(٢) «السلوك»: ج ١/ ق ٢/ ٣٧٥.
(٣) «السلوك»: ج ١/ ق ٢/ ٣٧٦.
(٤) «السلوك»: ج ١/ ق ٢/ ٣٧٧ - ٣٧٩، «المذيل»: ٢/ ٩٨.

<<  <   >  >>