وعن جابر قال: وُلِدَ لرجلٍ منَّا غلامٌ فسمَّاه القاسمَ (١)، فقلنا: لا نكنِّيك أبا القاسمِ ولا كرامةَ. فأُخْبِرَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فقال:"سمِّ ابنَك عبدَالرَّحمن" متفق عليه (٢).
وعن أبي وَهْبٍ الجُشَمِيِّ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تسمَّوا بأسماء الأنبياء، وأحبُّ الأسماءِ إلى الله: عبدُ الله، وعبدُ الرَّحمن، وأَصْدَقُها: حارثٌ وهمَّامٌ، وأقْبَحُها: حَرْبٌ ومُرَّة"(٣).
قال أبو محمَّد ابنُ حَزْمٍ:"اتفقوا على استحباب (٤) الأسماء المضافة إلى الله، كعبد الله وعبد الرَّحمن، وما أشبه ذلك"(٥).
وقد اختلف الفقهاء في أحب الأسماء إلى الله، فقال الجمهور:
(١) في "أ": أبا القاسم. (٢) أخرجه البخاري في فرض الخُمس، باب قول الله تعالى: "فأن لله خمسه": ٦/ ٢١٧، وفي مواضع أخرى، ومسلم في الأدب، باب النهي عن التكني بأبي القاسم وبيان ما يستحب من الأسماء: ٣/ ١٦٨٢ برقم (٢١٣٣). (٣) أخرجه البخاري في الأدب المفرد، برقم (٨١٤)، وأبو داود في كتاب الأدب، باب في تغيير الأسماء: ١٣/ ٣٥٠، والنسائي في الخيل، باب ما يستحب من شية الخيل: ٦/ ٢١٨ و ٢١٩، وفي السنن الكبرى أيضًا برقم (٤٣٩١)، والإمام أحمد: ٤/ ٣٤٥ وفي طبعة الرسالة: ٣١/ ٣٧٧ برقم (١٩٠٣٢). وانظر: فتح الباري لابن حجر: ١٠/ ٥٨٧. (٤) في "ج": استحسان. (٥) انظر: مراتب الإجماع لابن حزم، ص ١٥٤.