ومئة، وقدم الزهري للحج في سنة ثلاث وعشرين، فرجع من الحج، ومات سنة أربع.
قيل له: وأبو إسحاق؟
فقال: أبو إسحاق -يعني: السبيعي- مات سنة تسع وعشرين.
"سؤالات الأثرم"(٤٠)
وقال الأثرم: سمعت أبا عبد اللَّه، وعنده أبو بكر الطالقاني صاحب ابن المبارك، فسأل أبا عبد اللَّه عن تفسير "من غسل واغتسل"(١)؛ فقال: لو كانت (غسَّل) كانت أبين: فأما من قال: "غَسَلَ واغتسل" فهو عندي يشبه ما فسر سفيان بن عيينة (حل وبل). قال:(حل): محلل، كأنه كلام مكرر، مثل:"وبكر وابتكر" كلام مكرر.
ذكر أبو عبد اللَّه: أن ابن عيينة كان يفسر فيحسن التفسير، سمعته يفسر قوله:"وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما"(٢) قال: منهم وأهلا. ورأيت هذا يعجب أبا عبد اللَّه.
قال: رواه عن مالك بن مغول.
سمعت أبا عبد اللَّه ذكر سفيان بن عيينة فقال: ما رأينا مثله.
"سؤالات الأثرم"(٦٧)
وقال الأثرم: سمعت أبا عبد اللَّه ذكر حديث "أَخِّروا الأحمال"(٣)؛
(١) رواه الإمام أحمد ٤/ ٩، وأبو داود (٣٤٥)، والنسائي ٣/ ٩٥ - ٩٦، وابن ماجه (١٠٨٧) من حديث أوس بن أوس. وحسنه النووي في "المجموع" ٤/ ٥٤٢، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" (٣٧٣). (٢) رواه أبو القاسم البغوي في "مسند ابن الجعد" (٢٠٢٦) من حديث أبي سعيد الخدري. (٣) رواه أبو داود في "المراسيل" (٢٩٤)، والبيهقي ٦/ ١٢٢ عن الزهري مرسلًا.