ونظر بعضهم فِي مثال الشّيخ من جهة أَنَّ (قنع): خبر؛ والخبر الفعلي الرّافع لضمير المبتدأ: لا يتقدم عليه، فكذا معمول الخبر؛ فإِن ساغ الاعتراض. . فالأولَى:(مع الشّروطِ ذا لعِفَّةٍ قَنِع).
وقال بعضهم: إِذا امتنع تقديم المعمول. . لا يمتنع تقديم معمول المعمول.
واحتج: بأن المضارع لا يتقدم علَى (لن).
ويجوز أن يتقدم عليها معموله، نحو:(زيدًا لن أضرب) كما سبق في غير هذا الموضع، وهو ظاهر.
لكن قال بعضهم: إنَّ نحو (لن)، و (لَم) إِنما هو كالجزء من الكلمة؛ لاختصاصه، فكأنَّ (لن أضرب) بِرُمَّتِه: عامل، وهو دقيق.
تنبيه:
اشترط بعضهم فِي هذا المفعول المصدرية فقط؛ كما فِي قولهِ:
أَرَى أُمَّ عَمْرٍو دَمْعُهَا قَدْ تَحَدَّرَا ... بُكَاءً على عَمْرٍو وما كَانَ أَصْبَرَا (١)
= وهو مطلع قصيدة طويلة للكميت بن زيد في مدح آل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- القصائد الهاشميات (ص ١٥)، والبيت في: الخصائص (٢/ ٢٨١)، والمحتسب (١/ ٥٠)، والتذييل (٣/ ٢٧٢)، وشرح الهاشميات (ص ٣٦)، وشرح التسهيل للمرادي، والأمالي الشجرية (١/ ٢٦٧)، والمغني (١/ ١٤)، وشرح شواهده للسيوطي (١/ ٣٤)، والهمع (١/ ١٩٥)، (٢/ ٦٩)، والدرر (١/ ١٦٧)، (٢/ ٨٥)، وحاشية الخضري على شرح ابن عقيل (١/ ١٩٤)، والمطالع السعيدة (ص ٣٠٨). اللغة: الطرب: استخفاف القلب من حزن أو لهو، البيض: النساء جمع بيضاء، وهي المرأة النقية اللون. الإعراب: طربتُ: فعل ماض، والتاء فاعل، وما: الواو حرف عطف، وما: نافية، شوقًا: مفعول له، إلى البيض: جار ومجرور، أطرب: فعل مضارع، وما لعبًا: معطوف عل ما قبلها، مني: جار ومجرور متعلقان بـ (لعبًا)، ذو: مبتدأ، الشيب: مضاف مجرور، يلعب: فعل مضارع. وجملة (يلعب): في محل رفع خبر (ذو). الشاهد: قوله: (شوقًا أطرب)؛ حيث جاء مفعولًا له مقدمًا على عامله. (١) التخريج: البيت من الطويل، وهو لامرئ القيس في ديوانه ص ٦٩؛ وخزانة الأدب ٩/ ٢١١؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٦٦٨؛ وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص ٤٤٧. اللغة: أم عمرو: المراد به عمرو بن قميئة اليشكري صاحب امرئ القيس الشاعر في سفره إلى قيصر =