فتنازع (يعشي) و (لمحوا) فِي: (شعاعه)، فأعمل الأول، ولو أضمر فِي الثّاني. . لقال:(لمحوه).
وقيل: ضرورة.
و (عكاظ): موضع بقرب مكة شرفها اللَّه تعالَى.
وقوله:(هو): ضمير فصل لا محل لهُ، و (الخبر) منصوب علَى أنه خبر، قوله:(يكن).
تنبيه:
سبق أَن الأول إِذا أهمل لا يؤتي معه بضمير نصب فضلة، وهذا محله إن لم يكن لبس؛ فإِن وجد لبس. . جيء بالضّمير مؤخرًا؛ نحو:(استعنت واستعان علَى زيد به)؛ فلو حذف الضّمير هنا. . لتوهم أَن زيدًا استعنت عليه واستعان عليك، والحال أنك استعنت به، وهو استعان عليك.
واعترض المصنف: ابنه في: (بَلْ حذفه الزم إن يكن غير خبر).
وقال: كلامه يوهم أَن ذلك مخصوص بالمفعول الثّاني، ونظم بيتًا علَى ما قيل وهو:
ويحتمل أَن يكونَ ليس نظمه؛ فقد حكى السّيوطي: فِي "طبقات النّحاة": أنه كَانَ لا يقدر علَى نظم بيت واحد بخلاف أبيه.
وقد رد هذا البيت أيضًا بأنه يفوت اسم (كَانَ) وخبرها، ومسألة اللّبس.
= في محل رفع فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده، أو توكيد للضمير المتصل بالفعل المقدر لمحوا الذي يفسره ما بعده. لمحوا: فعل ماض، والواو: فاعل. شعاعه: فاعل يعشي مرفوع، وهو مضاف، والهاء: في محل جر بالإضافة. وجملة (يعشي الناظرين): لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة (هم لمحوا): في محل جر بالإضافة. وجملة (لمحوا): لا محل لها من الإعراب لأنها تفسيرية. الشاهد: قوله: (يعشي. . . لمحوا شعاعه)؛ حيث تنازع الفعلان (يعشي) و (لمحوا) معمولًا واحدًا هو قوله: (شعاعه)، فأعمل الشاعر العامل الأول، فجعل (شعاعُه) فاعلًا، وأعمل العامل الثاني في ضميره، ثم حذف هذا الضمير ضرورة، والتقدير: يعشي الناظرين شعاعه إذا لمحوه، وهذا التقدير شاذ لأن فيه تهيئة العامل للعمل ثم حذفه بلا سبب.