التقدير: (إِلَى كليب).
وفي "سرّ الصّناعة": قيل لرؤبة: (كيف أصبحت؟)، قال: (خيرٍ عافاك اللَّه).
فحذف الحرف وأبقى عمله.
والخدف مع (أَنْ)، المصدية و (أنَّ)، المشددة قياسي مطرد, كما قال: (وفي أَنَّ وَأَنْ يَطَّرِدُ)؛ لكن مع أمن اللّبس؛ كـ (عجبت أن يدو)، و (عجبت أنك تقوم)؛ أَي: (مِن أَن يعطوا الدّية)، و (مِن أنك تقوم).
قال تعالَى: {بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ}؛ أَي: (مِن أَن جاءهم).
ولَا حذف مع اللّبس، فتقول: (رغبت فِي أَن تقوم)، ولَا تقول: (أَن تقوم)؛ لاحتمال أَن يكونَ المحذوف (عن).
وأجيب عن الحذف فِي: {وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ} بأنه للقرينة.
قال البعلي: لأنَّ إِتيانهن ما كتب لهن إِنما يكون بعد الرّغبة فِي نكاحهن.
وقيل لإِيهام الأمر علَى من يرغب فيهن بجمالهن أَو مالهن، وغير ذلك.
واختلف في الحرف المحذوف من: {لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ}.
فقيل: (مِن)؛ أَي: (لا منع من أنهم خسروا)، أَو (لا منع فِي خسرانهم).
وقيل: لا جرم بمعنَى (حق) فِي موضع رفع بالابتداء، والخبر: (أنهم).
وقيل: كلمتان ركِّبتا، ومعناهما: حقًا، و (أنَّ): فاعل بـ (حقًا)؛ أَي: (حقًا خسرانُهم).
وقيل: إن (لا) صلة، و (جرم) بمعنَى (اكتسب)؛ أَي: (كسب لهم عملهم النّدامة والخسران)، فما بعد جرم: فِي موضع نصب إِذن.
واختلف فِي موضع (إنَّ)، و (أَنْ) بعد حذف الحرف:
فعن الأخفش والفراء: نصب.
والخليل والكسائي: جر.
ونقل جواز الوجهين عن سيبويه.
ويشهد للجرِّ قولُهُ:
= الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم.
الشاهد: قوله: (أشارت كليبٍ)؛ حيث يريد: أشارت إلى كليب فحذف حرف الجر وأبقى عمله، وهذا شاذ.