وقيل: ولَا يتقدم الخبر علَى الاسم؛ لأنَّ الخبر الفعلي لا يتقدم علَى المبتدأ كما علم؛ فَلَا يقال:(يقوم زيد) علَى المبتدأ والخبر .. فكذلك أيضًا مع النّاسخ، إِلَّا ما أجازه المبرد ومن وافقه فِي نحو:(عسَى أَن يفعل زيد) كما سبق.
وقيل: منع تقديم الخبر الفعلي خاص بباب المبتدأ؛ لأنَّ الخبر فيه صريح، فليس المبتدأ بالفاعل، وأما مع النّاسخ؛ كـ (كان وكاد) .. فَلَا لبس.
وجعل من تقديمه فِي هذا الباب قوله تعالَى:{مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ}.
وجعل بعض البصريين منه فِي باب (كَانَ) قوله تعالَى {وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ}.
ومَن منع التّقديم .. قدر ضمير الشّأن فِي (كاد): اسمًا لها، و (تزيغ): خبرها، وحينئذ يصير (قلوب فريق منهم): فاعلًا، وهو لا ينهض؛ لما عُلم أَن خبر أفعال هذا الباب لا ترفع ظاهرًا إِلَّا مع عسَى خاصة.