أجودها: نصب الأول ورفع الثّاني كما فِي الحديث؛ أَي:(إن كَانَ عمله خيرًا فجزاؤه خير).
والعكس أضعف الوجوه، وتقديره:(إن كَانَ فِي عمله خيرٌ يكن جزاؤه خيرًا).
ونصبهما [على معنى:(إن كَان عمله خيرًا .. فهو يجزى خيرًا)].
ورفعهما [علَى معنَى (إن كَانَ فِي عمله خير فجزاؤه خير)].
وحديث:"التَمس ولو خاتمًا"؛ أَي:(ولو كَانَ الملتمس خاتمًا).
ومن أمثلة سيبويه:(الإِطعام ولو تمرًا)، و (ائتني بدابة ولو حمارًا).
وأبو حيان: لا يحذف كَانَ مع اسمها مع (إن) بدون تنويع؛ فَلَا يقال: زيدٌ إن قائمًا) علَى إِرادة: (إن كَانَ قائمًا) .. بَلْ: لا بد من التّنويع كما ذكر فِي الأمثلة.
وقل الحذف بدون (إن)، و (لو)؛ كقولِهِ:
مِنْ لَدُ شَولًا فَإِلَى إِتلائِهَا (١)
(١) التخريج: هذا الكلام يجري بين العرب مجرى المثل، وهو من شواهد سيبويه الخمسين التي لا يعرف لها قائل، سيبويه: ١/ ١٣٤، والتصريح: ١/ ١٩٤، وهمع الهوامع: ١/ ١٢٢، والدرر اللوامع: ١/ ٩١، وأمالي ابن الشجري: ١/ ٢٢٢، وشرح المفصل: ٤/ ١٠١، ٨/ ٣٥، وخزانة الأدب: ٢/ ٤٨، والعيني: ٢/ ٥١، ومغني اللبيب ٧٨١/ ٥٥١، وشرح السيوطي: ٢٨٣. المفردات الغريبة: لد: لغة في لدن بمعنى عند. شولًا: قيل: هو مصدر بمعنى اسم الفاعل، من شالت الناقة بذنبها رفعته عند اللقاح، وقيل: هو اسم جمع لشائلة على غير قياس. والشائلة: الناقة التي خف لبنها وارتفع ضرعها، ومضى عليها من ولادتها سبعة أشهر أو ثمانية. إتلائها: مصدر أتلت الناقة إذا تلاها ولدها أي تبعها. المعنى: علمت كذا وكذا من وقت أن كانت النياق شوائل إلى أن تبعها أولادها. الإعراب: من: حرف جر. لد: ظرف زمان مبني على الضم في محل جر. ومن لد: متعلق بمحذوف، والتقدير: ربيتها من لد، أو علمت من لد أو نحو ذلك. شولا: خبر لكان المحذوفة مع اسمها. فإلى: الفاء عاطف. إلى إتلائها: متعلق بما تعلق به من لد، وها مضاف إليه. الشاهد: قوله: (من لد شولا)؛ حيث حذف كان واسمها، وأبقى خبرها، وهو شولًا، وحكم هذا الحذف: القلة، لأن حذف كَانَ مع اسمها وبقاء الخبر دليلًا علَى ذلك، يكثر بعد (إن)، و (لو)، ويقل من دون=