الثالث: أن تكون كلها موصولة، وتجوز أن تكون هي في الشاهد، أَي: دعي الَّذي علمت.
الرابع: أن تكون (ما) استفهامًا و (ذا) اسم إِشارة؛ نحو:(ما ذا التواني؟).
فـ (ما) مبتدأ، و (ذا) اسم إِشارة خبره، و (التواني) صفة لاسم الإشارة.
الخامس: وهو المراد هنا: أن (ذا) تكون مثل (ما الموصولة) فى كونها تستعمل في موضع (الَّذي والتي) وفروعهما؛ بشرط: أن تسبق بـ (ما) أو بـ (مَن) كما سبق؛ كقولِ الشَّاعرِ:
(١) صدر بيت وعجزه: ولكن بالمغيّب نبئيني التخريج: قائله: سحيم بن وثيل الرياحي، وهو من قصيدة طويلة، وقال سيبويه: وقال الشاعر سمعنا من العرب الموثوق بهم. من الوافر، ذكره ابن هشام في مغني اللبيب ٢/ ٥، والسيوطي في همع الهوامع ١/ ٨٤، والخزانة رقم ٤٤٤، وسيبويه ج ١ ص ٤٠٥. الشرح: دعي: اتركي. نبئيني: من النبأ وهو الخبر. المعنى: دعي الذي علمتُه فإني سأتقيه لعلمي منه مثل الذي علمتِ، ولكن نبئيني بما غاب عني وعنك مما يأتي به الدهر؛ أي: لا تعذليني فيما أبادرُ به الزمانَ من إتلاف مالي في وجوه الفتوة، ولا تخوفيني الفقر. الإعراب: دعي: فعل وفاعل. ماذا علمت: مفعول دعي، وماذا: كله اسم جنس بمعنى شيء. أو موصول بمعنى الذي، على خلاف فيه. سأتقيه: فعل وفاعل ومفعول. ولكن: للاستدراك. بالمغيب: جار ومجرور متعلق بنبئيني. نبئيني: فعل وفاعل، والنون للوقاية، والياء مفعول به. الشاهد: قوله: (ماذا)؛ حيث جاءت هنا اسم جنس بمعنى شيء. (٢) التخريج: البيت للبيد بن ربيعة في ديوانه ص ٢٥٤، والأزهية ص ٢٠٦، والجنى الداني ص ٢٣٩، وخزانة الأدب ٢/ ٢٥٢، ٢٥٣، ٦/ ١٤٥ - ١٤٧، وديوان المعاني ١/ ١١٩، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٤٠، وشرح التصريح ١/ ١٣٩، وشرح شواهد المغني ١/ ١٥٠، ٢/ ٧١١، والكتاب ٢/ ٤١٧، ولسان العرب ١/ ٧٥١ نحب، ١١/ ١٨٧ حول، ١٥/ ٤٥٩ ذو، والمعاني الكبير ص ١٢٠١، ومغني اللبيب ص ٣٠٠، وبلا نسبة في رصف المباني ص ١٨٨، وشرح المفصل ٣/ ١٤٩، ١٥٠، ٤/ ٢٣، وكتاب اللامات ص ٦٤، ومجالس ثعلب ص ٥٣٠.