إن الثّاني توكيد، والأول: منصوب بـ (باعد) محذوفًا، و (المراء): منصوب بـ (أحذر) محذوفًا؛ أَي:(إِياك باعِد احذَرِ المراء).
والزّجاج: الأصل (باعد عن المراء)، فحذف حرف الجر، فنصب (المراء).
وابن يعيش: الأصل (إِياك والمراء، ومن المراء): فحذف الحرف، ونصب (المراء).
(١) التخريج: البيت للفضل بن عبد الرحمن في إنباه الرواة ٤/ ٧٦، وخزانة الأدب ٣/ ٦٣، ومعجم الشعراء ص ٣١٠، وله أو للعرزمي في حماسة البحتري ص ٢٥٣، وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ص ٦٨٦، والخصائص ٣/ ١٠٢، ورصف المباني ص ١٣٧ وشرح التصريح ٢/ ١٢٨، وشرح المفصل ٢/ ٢٥، والكتاب ١/ ٢٧٩، وكتاب اللامات ص ٧٠، ولسان العرب ١٥/ ٤٤١ أيا، ومغني اللبيب ص ٦٧٩، والمقاصد النحوية ٤/ ١١٣، ٣٠٨، والمقتضب ٣/ ٢١٣. شرح المفردات: المراء: الجدال والمنازعة. جالب: مسبب. المعنى: ينصح الشاعر بعدم المراء لأنه مسبب للشر. الإعراب: فإياك: الفاء بحسب ما قبلها، إياك: ضمير منفصل مبني في محل نصب مفعول به لفعل التحذير المحذوف. إياك: توكيد لفظي للسابق. المراءَ: مفعول به ثان تقديره: جنَّب نفسك المراء، أو اسم منصوب على نزع الخافض تقديره: باعد نفسك عن المراء. فإنه: الفاء استئنافية، إنه: حرف مشبه بالفعل، والهاء ضمير في محل نصب اسم إن. إلى الشر: جار ومجرور متعلقان بدعَّاء. دعَّاء: خبر إن مرفوع. وللشر: الواو حرف عطف، للشر جار ومجرور متعلقان بجالب. جالب: معطوف على دعَّاء مرفوع. وجملة (إياك): بحسب ما قبلها. وجملة (إنه دعاء): استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: (إياك اياك)؛ حيث كرر الضمير المنفصل جاعلًا من الثاني توكيدًا لفظيًّا للأول.