الجمع بَينَ حرف النّداء و (أل): مخصوص بالضّرورة، فَلَا يجوز فِي الاختيار؛ نحو:(يا الغلام)؛ لأنَّ (يا) للتعريف، و (أل) للتعريف .. فَلَا يجوز الجمع بَينَ معرفين، وأَجازَه البغداديون.
وكذا الكوفيون مطلقًا كما في "التسهيل".
* أما مع (الله) تعالَى .. فيجوز بإِجماع؛ نحو:(يا الله اغفر لي) بقطع الهمزة أَو وصلها؛ لأن (أل) فيه ليست للتعريف، وإِنما هي كالجزء منه، وهي عوض عن حرف أصلي وهو همزة (إِله).
• وكذا ما سمي به من الجمل؛ فتقول:(يا الرّجل منطلق)؛ لأنَّ التّقدير:(يا مقولًا لهُ الرجل منطلق)، قاله سيبويه.
• ويجوز أيضًا الجمع فيما سمي به في موصول فيه (أل)؛ نحو:(يا الّذي)، ذكره المبرد فإِنها فيه لازمة من بنية الكلمة.
• ومثله:(أليسع) فتقول: (يا أليسع) كما سبق مفصلا في آخر المعرف بأداة التّعريف.
• وكذا مع اسم الجنس إِذا شبه به، نص عليه محمد بن سعدان الضّرير من الكوفيين؛ نحو:(يا الأسد شدةً)، و (يا الخليفة هيبةً).
وارتضاه الشيخ رحمه الله، قال: لأن التقدير (يا مثل الأسد)، و (يا مثل الخليفة).
ومن الجمع بَينَ (يا) و (أل) المعرفة في الضّرورة قولُ الشّاعرِ:
(١) التخريج: صدر بيت من الرجز، وعجزه: إِياكما أن تعقبانا شرَّا وهو بلا نسبة في أسرار العربية صـ ٢٣٠، والإِنصاف ١/ ٣٣٦، والدرر ٣/ ٣٠، وخزانة الأدب ٢/ ٢٩٤، وشرح عمدة الحافظ صـ ٢٢٩، وشرح المفصل ٢/ ٩، واللامات ص ٥٣، واللمع في العربية ص ١٩٦، والمقاصد النحوية ٤/ ٢١٥، والمقتضب ٤/ ٢٣٤، وهمع الهوامع ١/ ١٧٤. الإِعراب: فيا: الفاء بحسب ما قبلها، يا: حرف نداء. الغلامان: منادى مبني على الألف لأنه مثنى، وهو في محل نصب. اللذان: اسم موصول في محل نصب نعت الغلامان. فرا: فعل ماض، والألف =