يجوز حذف المتبوع فِي هذا الباب، وهو المعطوف عليه، ولكن لا يستباح ذلك إِلَّا مع (الواو)، و (الفاء)؛ نحو:(بل وعمرًا)، لمن قال:(ألم تضرب زيدًا؟)؛ أَي:(بَلْ ضربته وعمرًا)، فحذفت المعطوف عليه - وهو الهاء - فهو من عطف المفرد، وتقول:(وأهلًا وسهلًا)، لمن قال لك:(مرحبًا)، التّقدير:(ومرحبًا بك وأهلًا وسهلًا) فحذفت المتبوع وهو (مرحبًا) للدلالة عليه كما سبق.
ومثاله الفاعل قول الزّمخشري: قوله تعالَى: {أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} التّقدير: (أعموا فلم يروا إِلَى ما بَينَ أيديهم؟)، {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ}، التّقدير:(أمَكَثوا فلم يسيروا فِي الأرض؟).
وقد يكون مع (لا)، نحو:(أعطيتك لا لتظلم)؛ أَي:(لتعدل لا لتظلم).
(١) التحريح: صدر بيت الطويل، وعجزه: يُوَسِّم أولادَ العِشَارِ ويُفضِلُ وهو لأمية بن أبي عائذ الهذلي في الدرر ٦/ ١٥٦؛ وشرح أشعار الهذليين ٢/ ٥٣٧؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٦٧٠؛ والمقاصد النحوية ٤/ ١٨٢؛ وللهذلي في همع الهوامع ٢/ ١٤٠. اللغة: وشج: أحكم. العشار: من الإبل التي أتى عليها عشرة أشهر. المعنى: يمنِّن الشاعر مخاطبه بأنه وعاه وحافظ عليه عندما كان في قمة حاجته له، مشبهًا إياه بأولاد العشار التي لا تستطيع أن تحافظ على نفسها. الإعراب: فهل: الفاء: بحسب ما قبلها، هل: حرف استفهام. لك: جار ومجرور متعلقان بمحذوف تقديره: أخ. أو: حرف عطف. من: حرف جر زائد، والد: اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًّا على أنه معطوف على أخ المحذوفة في محل وفع مبتدأ. لك: جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لوالد. قبلنا: ظرف متعلق بمحذوف نعت والد، وهو مضاف، ونا: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. يوشج: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. أولاد: مفعول به منصوب، وهو مضاف. العشار: مضاف إليه مجرور. ويفصل: الواو حرف عطف، يفضل: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. الشاهد قوله: (أو من والد) حيث حذف المعطوف عليه، إذ التقدير: فهل لك من أخ أو من والد؟ و (مِن) في الموضعين زائدة.