﴿لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ﴾، وهي المعابد الصغار للرهبان، قاله [ابن عباس][١] ومجاهد وأبو العالية وعكرمة والضحاك وغيرهم.
وقال قتادة: هي معابد الصابئين، وفي رواية عنه: صوامع المجوس.
وقال مقاتل بن حيان: هي البيوت التي على الطرق.
﴿وَبِيَعٌ﴾ وهي أوسع منها، وأكثر عابدين فيها، وهي للنصارى أيضًا. قاله أبو العالية وقتادة والضحاك وابن صخر ومقاتل بن حيان وخصيف وغيرهم.
وحكى ابن جرير [٢] عن مجاهد وغيره: أنها كنائس اليهود. وحكى السدي عمن حدثه عن ابن عباس: أنها كنائس اليهود. ومجاهد إنما قال: هي الكنائس. والله أعلم.
وقوله: ﴿وَصَلَوَاتٌ﴾ قال العوفي، عن ابن عباس: الصلوات: الكنائس. وكذا قال عكرمة والضحاك وقتادة: إنها كنائس اليهود. وهم يسمونها صَلُوتًا.
وحكى السدي عمن حدثه، عن ابن عباس: أنها كنائس النصارى. وقال أبو العالية وغيره: الصلوات معابد الصابئين.
وقال ابن أبي نجيح، عن مجاهد: الصلوات: مساجد لأهل الكتاب ولأهل الإسلام بالطرق. وأما المساجد فهي للمسلمين.
وقوله: ﴿يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا﴾ فقد قيل: الضمير في قوله: ﴿يُذْكَرُ فِيهَا﴾ عائد إلى المساجد، لأنها [٣] أقرب المذكورات.
و [٤] قال الضحاك: الجميع يذكر فيها اسم الله كثيرًا.
وقال ابن جرير: الصواب: لهدمت صوامع الرهبان، وبيع النصارى، وصلوات اليهود وهي كنائسهم، ومساجد المسلمين التي يذكر فيها اسم الله كثيرًا؛ لأن هذا هو المستعمل المعروف في كلام العرب. و [٥] قال بعض العلماء: هذا ترقٍّ من الأقل إلى الأكثر، إلى أن ينتهي إلي المساجد، وهي أكثر عمارًا وأكثر عبادًا، وهم ذوو [٦] القصد [٧] الصحيح.
[١]- بياض في ز، خ. [٢]- في خ: جبير. [٣]- في ز: لأنه. [٤]- سقط من خ. [٥]- سقط من ز. [٦]- في ز، خ: "دور". [٧]- في ز: الفضل.