سليمة، وفاكهة وخضرة وحبرة، ونعمة في محلة عالية بهية". قالوا: نعم يا رسول اللَّه، نحن المشمرون لها. قال: "قولوا: إن شاء اللَّه". فقال القوم: إن شاء اللَّه. رواه [١] ابن ماجه (١٥٦).
وقوله تعالى: ﴿وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَر﴾ أي: رضا اللَّه عنهم أكبر وأجل وأعظم مما هم فيه من النعيم، كما قال الإمام مالك ﵀ عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، ﵁، أن رسول اللَّه، ﷺ، قال: "إن اللَّه ﷿ يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة، فيقولون: لبيك ربنا وسعديك، والخير في يديك. فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى يارب وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدًا من خلقك؟!. فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: يا رب، وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدًا". أخرجاه من حديث مالك (١٥٧).
وقال أبو عبد اللَّه الحسين بن إسماعيل المحاملي: حدثنا الفضل الرخامي، حدثنا الفريابي، عن سفيان، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللَّه، قال: قال رسول اللَّه،ﷺ: "إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال اللَّه ﷿: هل تشتهون شيئًا فأزيدكم؟ قالوا: يا ربنا، ما خير مما [٢] أعطيتنا؟! قال: رضواني أكبر".
ورواه البزار (١٥٨) في مسنده من حديث الثوري، وقال الحافظ الضياء المقدسي في كتابه "صفة الجنة": هذا عندي على شرط الصحيح، واللَّه أعلم.
(١٥٦) - سنن ابن ماجه، كتاب الزهد، باب: صفة الجنة رقم (٤٣٣٢) من طريق الضحاك المعافري، عن سليمان بن موسى، عن كريب، عن أسامة بن زيد، به. وقال البوصيرى في الزوائد (٣٢٥/ ٣): "هذا إسناد فيه مقال". (١٥٧) - صحيح البخاري، كتاب الرقاق، باب: صفة الجنة والنار، رقم (٦٥٤٩)، وصحيح مسلم، كتاب صفة الجنة رقم (٢٨٢٩). (١٥٨) - ورواه أبو نعيم في صفة الجنة برقم (٢٨٣)، والحاكم في المستدرك (١/ ٨٢) من طريق محمد بن يوسف الفريابي به نحوه، وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه".