وجه الاستدلال: الائتمام الاتباع، والمتقدم على إمامه لا يكون تابعًا بل يكون متبوعًا (٢).
الرد: الائتمام الاتباع في الأقوال والأفعال فمن اقتدى بإمامه فهو مؤتم به تقدم على إمامه أو تأخر (٣). فالحديث يدل على وجوب متابعة الإمام بالأقوال - في الجملة - والأفعال فهو كحديث أنس ﵁ التالي.
الدليل الرابع: عن أنس ﵁ أنَّ النبي ﷺ قال «أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي إِمَامُكُمْ فَلا تَسْبِقُونِي بِالرُّكُوعِ وَلا بِالسُّجُودِ وَلا بِالْقِيَامِ وَلا بِالانْصِرَافِ»(٤).
الاستدلال من وجهين:
الوجه الأول: مسابقة الإمام في الأفعال مبطلة للصلاة، والتقدم على الإمام أفحش من المسابقة في الأفعال (٥).
الرد: مسابقة الإمام مبطلة للصلاة للنهي والنهي يقتضي الفساد (٦) فجاء الوعيد لمن رفع رأسه قبل الإمام بخلاف من تقدم على إمامه فلم يرد فيها - فيما أعلم - إلا فعل النبي ﷺ فلا يصح قياس التقدم على المسابقة فضلًا عن كون التقدم أفحش من المسابقة.
الوجه الثاني: لما لم يجز للمأموم التقدم على الإمام في إحرامه وأفعال الصلاة
(١) رواه البخاري (٦٨٩) من حديث أنس ﵁. ومن حديث أبي هريرة ﵁ (٧٣٤) ورواه مسلم (٤١١) من حديث أنس ﵁. ومن حديث أبي هريرة ﵁ (٤١٤). (٢) انظر: الحاوي الكبير (٢/ ٣٤١) وكشاف القناع (١/ ٤٨٥). (٣) انظر: الإشراف على نكت مسائل الخلاف (١/ ٣٠١). (٤) رواه مسلم (٤٢٦). الانصراف: السلام. (٥) انظر: العزيز شرح الوجيز (٢/ ١٧٢). (٦) انظر: كتاب الطلاق السني والطلاق البدعي (ص: ٣٢١).