ففي الأحاديث - ما عدا الثلاثة الأخيرة فهي لا تصلح للاعتبار - أنَّ راتبة المغرب ركعتان وهو مذهب الأحناف (١) والمالكية (٢) والشافعية (٣) والحنابلة (٤).
ثانيًا: أحاديث أربع ركعات
الحديث الأول: حديث ابن عمر ﵄
عن ابن عمر ﵄، قال:«من ركع بعد المغرب أربع ركعات كان كالمعقب غزوة بعد غزوة»(٥).
(١) انظر: كنز الدقائق مع البحر الرائق (٢/ ٨٧) وفتح القدير (١/ ٢٨٥) وبدائع الصنائع (١/ ٢٨٤) ومجمع الأنهر (١/ ١٦٥). (٢) قال سحنون لابن القاسم - المدونة (١/ ٩٨) - هل كان مالك يوقت قبل الظهر للنافلة ركعات معلومات أو بعد الظهر أو قبل العصر أو بعد المغرب فيما بين المغرب والعشاء أو بعد العشاء؟ قال: لا، قال: وإنَّما يوقت في هذا أهل العراق. وقال ابن أبي زيد في الرسالة مع شرح زروق (١/ ١٨٨) يستحب أن يتنفل بعدها بركعتين وما زاد فهو خير وإن تنفل بست ركعات فحسن. وقال ابن جزئ في القوانين الفقهية ص: (٣٩) الفضائل فإنَّها عشر وهي … وركعتان بعد المغرب وقيل ست وقد قيل في هذه كلها أنَّها سنن. وانظر: التاج والإكليل (٢/ ٣٧١) وكفاية الطالب (١/ ٣٦٢) والفواكه الدواني (١/ ٣٠٥). (٣) انظر: نهاية المطلب (٢/ ٣٤٩) والمهذب مع المجموع (٢/ ٧) ومنهاج الطالبين ص: (١٨) وأسنى المطالب (١/ ٢٠٢). (٤) انظر: المغني (١/ ٧٦٢) والمحرر (١/ ١٥٢) والفروع (١/ ٥٤٥) وشرح منتهى الإرادات (١/ ٣٠٠). (٥) رواه ابن المبارك - الزهد (١٢٦٢) - وابن أبي شيبة (٢/ ١٩٨) حدثنا وكيع وعبد الرزاق (٤٧٢٨) عن أبي بكر بن محمد يروونه عن موسى بن عبيدة، عن أيوب بن خالد، عن ابن عمر ﵄، قال: فذكره وإسناده ضعيف جدًا. موسى بن عبيدة ضعفه شديد قال الإمام أحمد: لا يكتب حديثه وقال النسائي: ضعيف وقال ابن عدي: الضعف على رواياته بين وقال ابن معين: ليس بشيء وفي رواية لا يحتج بحديثه. وتابع موسى بن عبيدة والد علي بن المديني فرواه ابن حبان في المجروحين (٢/ ١٦) بإسناده عن عبد الله بن جعفر عن أيوب بن خالد عن بن عمر ﵄ وعبد الله بن جعفر والد علي بن المديني ضعفه شديد، قال يحيى: ليس بشيء، وقال السعدي: واهي الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث. وأيوب بن خالد قال الحافظ ابن حجر: فيه لين. فالحديث منكر. تنبيه: في رواية عبد الرزاق لا أعلمه إلا رفعه.