كونهم معتادين للبن فقط، فلذا قالوا (ولم نكن أهل ريف) بكسر الراء وسكون الياء: الخصب، والسعة في المآكل، جمعه أرْيَاف، ويحتمل أن يكون المعنى إنا أهل بادية، لا أهل مدن، والمعنى متقارب.
وقال العلامة ابن منظور في لسانه: الرِّيفُ: الخصب والسعة في المآكل، والجمع أرياف فقط، والرّيف: ما قارب الماء من أرض العرب وغيرها، والجمع أرياف، ورُيُوف، قال أبو منصور: الرّيفُ: حيث يكون الحَضَر والمياه، والرّيف: أرض فيها زرع وخصْب، ورافت الماشية، أي رَعَت الريفَ، وفي الحديث:"تُفْتَحُ الأريافُ فيخرج إليها الناس" هي جمع ريف، وهو كل أرض فيها زرع ونخل، وقيل: هو ما قارب الماء من أرض العرب وغيرها، ومنه حديث العُرَنيِّينَ:"كُنَّا أهلَ ضرع، ولم نكن أهل ريف" أي إنَّا من أهل البادية، لا من أهل المدن (١).
(واستوخموا المدينة) أي وجدوها وَخِيمَة، والوَخيمة الأرض الوَبيئَة، وقال السندي: أي استثقلوها، وكرهوا الإقامة بها. انتهى.
وقال ابن منظور: واستوخمه: لم يَسْتَمْرئهُ، ولا حَمدَ مَغَبَّتَه، واستوخمت الطعام، وتوخمته: إذا اسْتَوْبَلتَهُ، قال زهير:(من الطويل).
قَضَوْا ما قَضَوْا منْ أمْرهمْ ثُمَ أوْرَدُوا … إلى كَلأٍ مُسْتَوبَل مُتَوَخِّمِ
ومنه اشتُقَّت التُّخَمَة، وفي حديث العرنيين:"واستوخموا المدينة" أي استثقلوها, ولم يُوافق هواؤها أبدانَهم (٢).
ورواية البخاري:"فاجتووا المدينة" قال ابن فارس: اجتويت