قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: وجه الاختلاف المذكور أن منصور بن أبي الأسود رواه عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن أبي هريرة - رضي اللَّه عنه -، مرفوعًا (١)، وخالفه يزيد بن هارون، فرواه عن عبد الملك، عن عطاء، عن أبي هريرة - رضي اللَّه عنهم - موقوفًا عليه، والظاهر أن مثل هذا الاختلاف لا يضرّ في صحّة الحديث، كما تقدّم البحث عنه قريبًا. واللَّه تعالى أعلم بالصواب.
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: "عليّ بن سعيد بن جَرِير": هو ابن ذكوان، أبو الحسن النسائيّ، نزيل نيسابور، صدوق، صاحب حديث [١١].
قال النسائيّ: صدوق. وذكره ابن حبّان في "الثقات"، وقال: كان متقنًا من جُلساء أحمد. وقال الحاكم: عليّ بن سعيد بن جَرير محدّث عصره، كتب بالحجاز، والشام، والعراقين، وخراسان، سمعت أبا سعيد عبد الرحمن بن أحمد يقول: قال لنا محمد بن يحيي: اكتبوا عن هذا الشيخ، فإنه شيخ ثقة، يشبه المشايخ. وقال المستملي: حدثنا سنة (٢٥٦). وذكر الخليليّ في "الإرشاد" أنه مات سنة (٢٥٧) روى عنه المصنّف هذا الحديث فقط، وابن ماجه في "التفسير".
و"أبو الربيع": هو سليمان بن داود العَتَكيّ الزهرانيّ البصريّ، نزيل بغداد، ثقة، لم يتكلّم فيه أحد بحجة [١٠].
قال ابن معين، وأبو زرعة، وأبو حاتم: ثقة. وقال الآجرّيّ: سألت أبا داود عن أبي الربيع، والحَجَبيّ، أيهما أثبت في حماد بن زيد؟ فقال: أبو الربيع أشهرهما، والحَجَبيّ
(١) - قال الطبرانيّ في "الأوسط": تفرّد به منصور، عن عبد الملك، وتفرّد به أبو الربيع، عن منصور انتهى. ذكره في "النكت الظراف" ج١٠ ص٢٦٣. قلت: لكن سيأتي أن ابن أبي ليلى أيضًا رواه عن عبد الملك، فلم يتفرّد به. واللَّه تعالى أعلم.