وقال أيضاً مملياً بدمشق سنة عشرين: قوله تعالىك {ليّا بألسنتهم}(١):
منصوب على المصدر من قوله: يحرفون الكلم عن مواضعه، لأن (ليّا) نوع من التحريف، كأنه قال: يحرفون تحريفا، فصار مثل قوله:{ثم إني دعوتهم جهاراً}(٢)، فإنه أحد نوعي الدعاء. ويجوز أن يكون مصدراً في موضع الحال (٣).
[إملاء ٩٤]
[إعراب قوله تعالى:{أتأخذونه بهتاناً}]
وقال أيضاً ممليا بدمشق سنة عشرين على قوله تعالى:{أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا}(٤): يجوز أن يكون قوله: بهتانا، مصدراً مثل: قعد القرفصاء، لأن البهتان ظلم، والأخذ على نوعين: ظلم وغير ظلم، كقوله:{ثم إني دعوتهم جهاراً}(٥). فإن جهاراً أحد نوعي الدعاء. ويجوز أن يكون مفعولا من أجله، ويجوز أن يكون حالاً (٦).
(١) النساء: ٤٦. قال تعالى: "من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع ليا بألسنتهم وطعنا في الدين". (٢) نوح: ٨. (٣) وذكر القرطبي قولاً ثالثاً وهو جواز كونه مفعولاً من أجله. الجامع لأحكام القرآن ٥/ ٢٤٣. (٤) النساء: ٢٠. (٥) نوح: ٨. (٦) قال الزمخشري: "وانتصب (بهتاناً) على الحال أو على أنه مفعول لأجله". الكشاف ١/ ٥١٤.