وقال ممليا [بالقاهرة](١): إذا قلت: يضربونني، فلك أن تأتي بنون الوقاية ولك أن لا تأتي بها، وأيهما المحذوف؟ وقال: نون الوقاية هي المحذوفة لأمرين: أحدهما: أن نون الإعراب دلالتها معنةية والوقاية لفظية. وإذا دار الأمر بين المعنوي واللفظي، فالمعنوي بقاؤه هو الوجه، واللفظي أولى بالحذف. الآخر: أن الوقاية هي التي جاء بها الثقل، وذلك أن النطق بنون الإعراب حاصل أولا قبل النطق بها، فلم تأت الكراهة إلا من الأولى، ولذلك قال الشيخ الشاطبي (٢) في هذا بعينه: والحذف لم يك أولا.
[إملاء ٢٢]
[وجه تسمية حروف العلة بذلك]
وقال ممليا بالقدس سنة ست عشرة وستمائة: إنما سميت حروف العلة
(١) زيادة من ب، د. س. (٢) هو القاسم بن فيرة من شيوخ ابن الحاجب. انظر ترجمته ص ٢٤. قال: وخفف نونا قبل في الله من له ... بخلف أتى والحذف لم يك أولا انظر: الشاطبية ص٥٤ (مطبعة مصطفى البابي الحلبي).