أنا ابن جلا وطلاع الثنايا ... متى أضع العمامة تعرفوني (٢)
يعني: أنني أرتكب الأهوال ولا أجبن عنها. وقوله: متى أضع العمامة، إما أن يريد كثرة مباشرته الحروف فلا يراه الأكثر إلا بغير عمامة، فقال: متى أضع العمامة يعرفني الذي ما رآني إلا غير متعمم. أو يريد أنني مكثر لمباشرة الحروب ولباس عدة الحرب، فمتى أضع العمامة وألبس آلة الحروب تعرفوني. يعني: أني إذا حاربت عرفت بإقدامي وشجاعتي. وأما قوله: جلا، فقيه أقوال: قيل: تقديره: أنا ابن رجل جلا، فحذف الموصوف وأقام الصفة مقامه. وقيل: إن "جلا" علم غلب على أبيه. وقيل: إنه (٣) أراد أنا ابن ذي جلا، و"جلا" انحسار الشعر عن مقدم الرأس.
(١) ص ١١٩. (٢) هذا البيت من الوافر وهو لسحيم بن وثيل الرياحي. وهو من شواهد سيبويه ٣/ ٢٠٧، والكامل ١/ ١٣٢، ومجالس ثعلب ص ١٧٦، والمقرب ١/ ٢٨٣، والرضي ١/ ٦٤. والشاهد فيه أن (رجل) صفة لمحذوف، أي: رجل جلا. (٣) في س: إنما. (٤) ص ٣٥٦. ولم يذكر الزمخشري إلا عجزه. (٥) البيت من البسيط. وينسب لزياد بن حمل. وهو من شواهد الخصائص ١/ ٣٠٥، والمغني =