[توجيه قراءة حمزة لقوله تعالى:{وليحكم أهل الإنجيل}]
وقال أيضاً ممليا بدمشق سنة ثلاث وعشرين على قوله تعالى:{وليحكم أهل الإنجيل}(١): على قراءة حمزة (٢) إما معطوفاً باعتبار المعنى فيما تقدم من قوله: وآتيناه الإنجيل. لأن المعنى: وآتيناه الإنجيل للهدى والنور والتصديق وليحكم. لأن المعنى: ليهدي وينور ويصدق: فحسن قوله: وليحكم، لذلك، كما جاء قوله:{إنا زينا السماء الدنيا بزية الكواكب. وحفظاً}(٣). لأن المعنى: خلقناها زينة، فحسن مجيء (وحفظاً) لذلك. وإما متعلقا بفعل مقدر دل عليه قوله:{بما أنزل الله}. كأنه قيل: وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه، أنزلناه، فحذف لذلك. والله أعلم بالصواب.
[إملاء ١٠٩]
[تقديم الأزواج في قوله تعالى:{إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم}]
وقال أيضاً مملياً بدمشق سنة ثلاث وعشرين على قوله تعالى: {إن من
(١) المائدة: ٤٧. وتمامها: "بما أنزل الله، ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون". (٢) قرأ الأعمش وحمزة بنصب الفعل على أن تكون اللام لام كي. والباقون بالجزم على الأمر. القرطبي ٦/ ٢٠٩. وقال النحاس: "والصواب عندي أنهما قراءتان حسنتان، لأن الله تعالى لم ينزل كتاباً إلا ليعمل فييما فيه، وأمر بالعمل بما فيه، فصحتا جميعاً". إعراب القرآن ١/ ٥٠٠. (٣) الصافات: ٦، ٧.