[التمييز من أفعل التفضيل لا يكون إلا فاعلاً في المعنى]
وقال أيضاً مملياً بالقاهرة سنة خمس عشرة على قوله تعالى:{أحصى لما لبثوا أمدا}(١):
يمتنع أن يكون (أمداً) تمييزاً عن أحصى (٢)، لأن التمييز من أفعل التفضيل لا يكون إلا فاعلاً في المعنى للفعل المأخوذ منه أفعل. مثاله قولك: زيدً أحسن وجها. فـ "وجهاً" فاعل في المعنى لفعل "أحسن" الذي هو حسن، كأنك قلت: حسن وجهه. فلو جعلت (أمداً) منصوباً على التمييز لوجب أن يكون فعل (أحصى) منسوباً إليه على الفاعلية فيكون الأمد هو المحصى، وليس كذلك (٣). والله أعلم بالصواب.
[إملاء ١٣٠]
[اللام في "لسوف"]
وقال أيضاً مملياً على قوله تعالى:{ويقول الإنسان إذا ما مت لسوف أخرج حيا}(٤):
اللام في (لسوف) لام تأكيد وليست لام الابتداء، لأنها لو كانت لام الابتداء لوجب أن يكون معها الابتداء. فإن قيل: أقدر المبتدأ محذوفاً وأبقى
(١) الكهف: ١٢ وقبلها: "ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين". (٢) قال أبو البقاء: "وإنما الوجه أن يكون تمييزاً". إملاء ما من به الرحمن ٢/ ٩٩، ويفهم من كلام الفراء أنه أجاز هذا الوجه. معاني القرآن ٢/ ١٣٦. (٣) ولم يذكر لنا ابن الحاجب رأيه في إعراب هذه الكلمة، وهذا مما يؤخذ عليه في أماليه فإنه يأتي أحياناً بمسائل ولا يذكر رأيه فيها. (٤) مريم: ٦٦.