معنى كل واحدة منهما اثنين ااثنين (١)، وكررت للتأكيد. فلما فسرت فسرت بأصل المعنى دون التأكيد. ولو فسرت عليهما لقيل معناه: اثنتان اثنتان اثنتان اثنتان.
[إملاء ٤٤]
[حذف علامة التأنيث من الفعل]
قال النحاس (٢) في كتابه الكافي (٣) في النحو عن أبي إسحق الزجاج في قول الشاعر:
ولو ولدت فقيرة جرو كلب ... لسب بذلك الجرو الكلابا (٤)
بقديره: ولو ولدت فقيرة الكلابا ياجر وكلب لسب بذلك السبب الجرو. وقال رحمه الله ممليا: يلزم قائل هذا القول أنه حذف علامة التأنيث من قوله: لسب، وهو ضعيف، لأن الفعل إذا أسند إلى فاعل مضمر غير حقيقي فالفصيح إثبات العلامة، فهذا جاء به على ذلك الوجه البعيد. وكان يلزمه على الفصيح أن يقول: لسبت.
(١) هكذا في الأصل والنسخ الأخرى. والصواب: اثنتان اثنتان. (٢) هو أحمد بن محمد بن إسماعيل أبو جعفر النحاس. أخذ عن أبي إسحاق الزجاج. من مؤلفاته: كتاب إعراب القرآن، وكتاب تفسير أبيات سيبويه، وكتاب الكافي في النحو، وكتاب معاني القرآن. توفي سنة ٣٣٨هـ. انظر: بغية الوعاة ١/ ٣٦٢، وطبقات النحويين واللغويين ص٢٣٩ (٣) قال الدكتور أحمد نصيف الجنابي: إن هذا الكتاب مفقود. انظر: الدراسات اللغوية والنحوية في مصر ص٣٩١ (مكتبة دار التراث بالقاهرة). (٤) هذا البيت من الوافر وهو لجرير من قصيدة يهجو بها الفرزدق. وليس في ديوانه. وهو من شواهد الخصائص ١/ ٣٩٧، والرضي ١/ ٨٥، وابن يعيش٧/ ٧٥، والخزانة١/ ١٦٣، والهمع١/ ١٦٢. ويستشهد به النحويون على إنابة الجار والمجرور عن الفاعل مع وجود المفعول به.