وقال أيضاً مملياً على قوله في المفصل (١): بوحش اصمت (٢):
قال بعض طلبة الأدب: ما المانع من أن يكون: بوحش اصمت، بكمالها اسم موضع؟ فقال: لا يجوز ذلك، لأنه لو كان كذلك لم يخل إما أن يكون من باب: تأبط شراً (٣)، أو من باب: بعلبك (٤)، لا جائز أن يكون من الأولن إذ ليس بجملة باتفاق، ولا جائز أن يكون من الثاني، لأن هذا الباب اللغة الفصيحة أن يقول: هذا بعلبك ورأيت بعلبك ومررت ببعلبك، بفتح آخر الأول، فكان يجب فتح الشين، والاتفاق على كسرها، فدل على أنه مضاف ومضاف إليه وهو المقصود.
[إملاء ١٧]
[عطف البيان]
وقال أيضاً مملياً بدمشق سنة إحدى وعشرين على المفصل (٥): اشترط
(١) ص ٧. (٢) البيت بتمامه: أشلى سلوقية باتت وبات بها ... بوحش اصمت في أصلابها أود وهو من البسيط وقائله الراعي النميري. انظر شعره ص ٤٦ (جمعه وقدم له وعلق عليه ناصر الحاني. دمشق). وهو من شواهد ابن يعيش ١/ ٣٠، واللسان (صمت). وسلوقية: منسوب إلى سلوق موضع تنسب إليه الكلاب السلوقية. والأود: الإعوجاج. واستشهد به الزمخشري على أن (اصمت) اسم علم منقول عن فعل الأمر. (٣) أي: إنه مركب تركيباً إسنادياً. (٤) أي: إنه مركب تركيباً مزجياً. (٥) ص ١٢٢.