وإن أريد جعل "بذلك الجرو" في موضع الفاعل ولا ضمير في "لسب"، والمعنى: لحصل السب بسبب ذلك الجرو، كان مستقيما.
[إملاء ٤٥]
[سيبويه يمنع العطف على عاملين]
قال ممليا: سيبويه يمنع العطف على عاملين بحرف واحد (١)، ويتأول قول الشاعر: ... هون عليك فإن الأمور ... بكف الإله مقاديرها
فليس بآتيك منهيها ... ولا قاصر عنك مأمورها (٢)
يقول: لما كانت المنهيات من الأمور، والضمير في مأمورها عائد على الأمور الأولى، كان كأنه عائد على المنهيات لدخولها في الأمور. والله أعلم بالصواب (٣).
* * *
(١) انظر الكتاب ١/ ٦٤، ٦٥، ٦٦. (٢) هذان البيتان من المتقارب وقد نسبهما سيبويه للأعور الشنى ١/ ٦٤. وهما من شواهد المقتضب ٤/ ١٩٦، والمقرب١/ ١٩٦، والهمع ١/ ١٢٨، والحماسة البصرية ٢/ ٢ والشاهد فيهما قوله: ولا قاصر، حيث إن سيبويه منع أن يكون عطفا على عاملين. قال: "وقد حره قوم فجعلوا المأمور للمنهي، والمنهي هو المأمور لأنه من الأمور وهو بعضها، فأحراه وأنثه". وقال أيضا: "وإن شئت نصبت فقلت: ولا قاصرا عنك مأمورها". ووجه الرفع فيه أن يكون خبرا، ومأمورها، يكون مبتدأ، والجملة معطوفة على الجملة التي قبلها. (٣) بعدها في نسخة الأصل: فرغ من نسخه ظهيرة العاشور لسنة اثنتين وثمانين وستمائة عبد الرحمن بن يحيى التبريزي المذهبي في مدينة دمشق المحروسة.