وقيل لا يشترط ذلك فيصح الاستثناء وإن كان المستثنى أكثر من النصف فلا يلزمه في المثال المذكور إلا أربعة.
أما إن استثنى الكل فلا يصح على القولين فلو قال: له عليّ عشرة إلا عشرة لزمته العشرة كلها.
وهذا الشرط فيما إذا كان الاستثناء من عدد، أما إن كان من صفة فيصح وإن خرج الكل أو الأكثر، مثاله قوله تعالى لإبليس:(إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين)(١) .
واتباع إبليس من بني آدم أكثر من النصف ولو قلت: أعط من البيت إلا الأغنياء، فتبين أن جميع من في البيت أغنياء صح الاستثناء ولم يعطوا شيئاً.
ثانياً: من المخصص المتصل: الشرط وهو لغة: العلامة.
والمراد به هنا: تعليق شيء بشيء وجوداً أو عدماً بإن الشرطية أو إحدى أخواتها.
والشرط مخصص سواء تقدم أم تأخر.
مثال المتقدم قوله تعالى في المشركين:(فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم)(٢) .
ومثال المتأخر قوله تعالى:(والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً)(٣) .
(١) سورة الحجر، الآية: ٤٢. (٢) سورة التوبة، الآية: ٥. (٣) سورة النور، الآية: ٣٣.