سلموا علينا فإننا نرد عليهم بمثل ما سلموا علينا به لقوله تعالى:(وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا)(١) .
وسلامهم علينا بالصيغة الإسلامية:(السلام عليكم) لا يخلو من حالين: فإما أن يقولوا: (السلام عليكم) . فلنا أن نقول:(عليكم السلام) .
ولنا أن نقول:(وعليكم) . أما إذا لم يفصحوا باللام وهو الحال الثانية مثل أن يقول:(السام عليكم) . فإننا نقول:(وعليكم) فقط؛ وذلك لأن اليهود كانوا يأتون إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويسلمون عليه يقولون: السام عليكم. غير مفصحين باللام، والسام هو الموت.
يريدون الدعاء على النبي - صلى الله عليه وسلم - بالموت فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن نقول لهم:"وعليكم"(٢) . فإذا كانوا قالوا: السام عليكم. قلنا: وعليكم، يعني أنتم أيضاً عليكم السام، هذا هو ما دلت عليه السنة، وأما أن نبدأه نحن بالسلام فإن هذا نهانا عنه النبي - صلى الله عليه وسلم -.
س ١٣١: سئل فضيلة الشيخ- رحمه الله-: البعض يتأول في مسألة أهل الذمة بدعوى عدم وجود ولي الأمر العام أو الخلافة،
(١) سورة النساء، الآية: ٨٦. (٢) رواه البخاري/كتاب الأدب/باب الرفق في الأمر كله برقم (٥٥٦٥) ، ومسلم/كتاب السلام/باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام برقم (٤٠٢٦) .