السلف الصالح في طلب العلم إذا علموا مسألة عملوا بها، وكثير منهم لا يخفى عليه ما يقع من سرعة الامتثال والمبادرة للصحابة فيما علموا، حتى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حث النساء على الصدقة في يوم العيد، فجعل النساء يلقين ما على آذانهن من الحلي يلقينه في ثوب بلال-
رضي الله عنه- (١) ولم يقلن إذا وصلنا إلى البيت تصدقن، ولكن بادرن بذلك.
وكذلك الرجل الذي طرح النبي - صلى الله عليه وسلم - خاتمه الذي كان من ذهب وألقاه في الأرض ما رجع إليه بعد أن علم التحريم حتى قيل له: خذ خاتمك لتنتفع به؛ فقال: والله لا آخذ خاتمًا طرحه النبي - صلى الله عليه وسلم - (٢) بل إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - عندما قال اخرجوا إلى بني قريظة:" لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة"(٣) فخرجوا بعد أن كانوا مرهقين حتى إن الصلاة أدركتهم في الطريق فمنهم من صلى خوفًا من فوات الوقت ومنهم من أخر؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة".
فانظر يا أخي طالب العلم إلى سرعة امتثال الصحابة لما علموا
(١) رواه البخارى/كتاب الزكاة/باب الزكاة على الأقارب برقم (١٣٦٩) . (٢) رواه مسلم/كتاب اللباس/باب تحريم خاتم الذهب على الرجال برقم (٣٨٩٧) . (٣) رواه البخاري/كتاب الخوف/باب صلاة الطالب والمطلوب راكباً وإيماء، برقم (٩٤٦) . ومسلم/كتاب الجهاد والسير/باب المبادرة بالغزو، برقم (١٧٧٠) .