وقد قال المغيرة بن شعبة:"بعثني رسول الله إلى نَجْرَانَ، فقالوا لي: ألستم تقولون: ﴿يَاأُخْتَ هَارُونَ﴾ [مريم: ٢٨]، وقد كان بين عيسى وموسى ما كان، فلم أَدْرِ ما أُجِيبُهم، فرجعت إلى رسول الله فأخبرته، فقال: ألا أخبرتهم أنهم كانوا يُسَمَّوْنَ بأنبيائهم والصالحين من (١) قبلهم"(٢)، وهذا حَدِيثٌ صَحِيحٌ حَسَنٌ.
وفد روى المُفَسِّرُونَ:"أنه تكلَّم في المَهْدِ أربعة؛ عيسى بن مريم، وابن ماشطة فرعون، وشاهد يوسف، وصاحب جُرَيْج"، وقد بيَّنَّا في "كُتُبِ (٥) التفسير" من "الأنوار" وغيرها: أنهم نَقَصَهُمُ اثنان:
أحدهما: صاحب الأُخدود؛ فإنَّ أهل الأخدود لمَّا قُذِفَ بهم في النار توقَّفت امرأة منهم في ذراعها صبي، فقال لها الصبي: "يا أُمَّه اصبري، إنك
(١) سقطت من (ك) و (ص). (٢) أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب الآداب، باب النهي عن التكني بأبي القاسم، (٢١٣٥ - عبد الباقي). (٣) في (د): براءتها. (٤) سقطت من (ك). (٥) في (ك) و (ص) و (ب): كتاب.